الإسلام وحقوق الإنسان من منظور حركة الإخوان الجمهوريين
يقتضي موضوع هذه الأطروحة تعريف مصطلحي (حقوق الإنسان) و (الإسلام). فعبارة حقوق الإنسان عندما ترد في هذا السياق تعني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر بواسطة الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في عام 1948 وبقية العهود والمواثيق الصادرة من الهيئة الدولية منذ ذلك الحين وحتى الآن. هذه المواثيق عبارة عن ثمرة غربية مقطوفة من شجرة غربية، وبالرغم من أنها برزت على المسرح الدولي، في شكلها الحاضر، في منتصف هذا القرن إلا أن جذورها ضاربة العمق في تاريخ الفلسفة والثقافة الغربية.
وعبارة (الإسلام) أيضا تحتاج لتعريف لأن إطلاقها هكذا، بتجريد، وبدون أي تحديد، أمر ينطوي على تعميم مخل، ويدعو إلى الربكة والغموض، وربما يوحي بامتلاك مطلقها للحقيقة المطلقة، والتحدث باسم الرب. والواقع الذي تعطيه التجربة المعاشة أن المسلمين مختلفون حول فهم الإسلام، وأن اختلافهم هذا إنما يجد تعبيره في تعدد الفرق والنحل والمذاهب والطرق التي ينتمون إليها. والاختلافات بين المسلمين ليست طفيفة وفرعية كما يطيب للبعض أن يردد، بل إنها أساسية وكبيرة أدت للاقتتال وسفك الدماء في التاريخ البعيد، وفي الماضي القريب، وماتزال تفعل حتى هذه اللحظة من الزمان، وتشهد عليها أحداثه الماثلة للعيان.
اضغط هنا لقراءة مقال: الإسلام وحقوق الإنسان من منظور حركة الإخوان الجمهوريين، الباقر العفيف 1998