رؤى: كيف ساهم نظام الأسد بخلق ودعم واستمرار «تنظيم الدولة»؟
الإشارة المرجعية: الرفاعي، ليلى (2021). رؤى: كيف ساهم نظام الأسد بخلق ودعم واستمرار «تنظيم الدولة»؟. رواق عربي، 26 (3)، 35-40. https://doi.org/10.53833/BPEL2026
في السادس عشر من نوفمبر 1986، وفي الذكرى السادسة عشرة لـ«الحركة التصحيحية»،[1] نفى رئيس النظام السوري حافظ الأسد بشدّة تنفيذ دمشق أي نشاطات «إرهابية»[2] أو دعمه لأي حركات «إرهابية»، مؤكدًا في الوقت نفسه دعم نظامه «للمقاومة ضد الاحتلال ولكل حركات التحرر الوطني». بالمقابل، قال الأسد إن «الإرهابيين الحقيقين» هم الرئيس الأمريكي، حينها، رونالد ريغان ورئيسة الوزراء البريطانية، حينها، مارغريت تاتشر، بعد اتخاذهما إجراءات دبلوماسية واقتصادية ضد النظام السوري، إثر اتهامات له بدعم «الإرهاب».[3]
بعد ذلك الخطاب بخمس وثلاثين سنة، وفي خطاب بشار، نجل حافظ الأسد، أثناء أداءه اليمين الدستورية للولاية الرئاسية الرابعة بعد فوزه بنسبة 95.1 بالمئة بانتخابات وصفت بـ«المسرحية»؛[4] كان مصطلح «الإرهاب» حاضرًا كذلك بشدة في الخطاب، فلم يكتفِ الأسد بالقول إن «مشكلة سوريا هي الإرهاب»، بل أكّد أن الأولوية الرئيسية للفترة القادمة هي «تحرير ما تبقى (…) من الإرهابيين ومن رعاتهم الأتراك والأمريكيين».[5]
لم يكن هذان الحدثان سوى حلقتين متباعدتين زمنيًا ضمن سلسلة متصلة ومتتابعة من الحرب الكلامية وحرب الوكالة بين النظام السوري والغرب، حول علاقة الأول بـ«الإرهاب»، والتي بدأت منذ تصنيف الخارجية الأمريكية لسوريا كـ«دولة داعمة للإرهاب»، نهاية 1979،[6] وشهدت خلال ما يقارب أربعة عقود الكثير من مراحل الصعود والهبوط، تحت حكم رئيس النظام السوري حافظ الأسد، وبعد استلام ابنه بشار للسلطة عام 2000، وصولًا لاندلاع الثورة السورية عام 2011، وحتى يومنا هذا.
تسلط هذه الورقة الضوء على الفترة الأخيرة (2011- 2021)، بعد أن ترجع قليلا إلى الوراء لتضع علاقة النظام السوري مع الحركات والتنظيمات المصنفة والموصوفة بـ«الإرهابية» في سياقها، مُظهرةً أن استغلال واستخدام الأسد لها كان سياسة قائمة منذ وصول حافظ الأسد للسلطة، كاستراتيجية بقاء وديمومة، واستمرت حتى اليوم، وتحديدًا مؤخرا، بعلاقة النظام السوري بتنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي استغله النظام لضرب خصومه، ووظفه كورقة ضغط أمام الغرب؛ للحفاظ على السلطة.
مشعل الحريق ورجل الإطفاء (1979- 2003)
لعل من أفضل وأكثف الأوصاف لعلاقة نظام الأسد، التي تأسست تحت حكم الأب واستمرت تحت حكم الابن، بالتنظيمات «الإرهابية» هو تعليق البروفيسور وخبير الشرق الأوسط مايكل دوران: «منذ الثمانينيات، مارست سوريا لعبة أن تكون مشعل الحريق ورجل الإطفاء».[7] بالفعل، لقد كانت علاقة نظام الأسد بهذه التنظيمات أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه، فلم تكن دومًا ودّية وثابتة، وإنما دينامية متغيرة بحسب تغير الظروف والمصالح. ولكن، يمكن القول إن الثابت هو استمرارية هذه الاستراتيجية من جانب النظام السوري، وهو ما يظهره، مثلًا، حضور سوريا الثابت على مدى سنوات في تقارير «مراجعة الإرهاب» الصادرة عن «وكالة الاستخبارات المركزية» الأمريكية (CIA)، والتي رُفعت عنها السريّة مؤخرًا.[8]
بالمقابل، اختلفت وتنوّعت توجهات وسياسات التنظيمات والحركات التي تلّقت هذا الدعم، فقد كان على رأسها الحركات الفلسطينية، سواء أكانت الحركات الإسلامية أم القومية أم اليسارية، إضافة إلى «حزب الله» اللبناني، بجانب بعض الحركات الموصوفة والمصنفة على أنها «إرهابية». في الشرق الأوسط، مثل «حزب العمال الكردستاني»، و«الجيش الأحمر الياباني»، واستضافة بعض «الإرهابيين» الدوليين الشهيرين أمثال كارلوس الثعلب (واسمه الحقيقي إلييتش راميريز سانشيز).[9] خطابيًا، تعمل الآلة الدعائية للنظام على تبرير هذه السياسات تحت غطاء «المقاومة والممانعة»، و«دعم حركات التحرر العالمي»، و«مقاومة الإمبريالية»، فيما تؤكد في الوقت نفسه على مكافحة النظام لـ«الإرهاب» واتهام الخصوم بأنهم «الإرهابيون».[10]
لم تكن العلاقة نفسها ثابتة مع هذه التنظيمات، فقد عمل النظام على تعزيز الحركات الفلسطينية بقدر ما عمل على تقويضها والحد من نفوذها، وشجّع «حزب الله» ودعمه كما احتواه وقيّده، واستضاف متمردين عراقيين ضد الاحتلال الأمريكي ثم اعتقلهم وسلّمهم.[11] لعلّ من أبرز الأمثلة على هذه التقلبات هو مؤسس وزعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، الذي كان يدير عملياته ويدرب مقاتليه ضد تركيا من سوريا لما يقارب العقدين، قبل أن يطرده حافظ الأسد عام 1998، لينتهي به المطاف معتقلًا على يد السلطات التركية.[12]
يمكن تفسير هذه الدينامية بالعلاقة بالهدفين الرئيسين لـ«استخدام» النظام السوري لهذه التنظيمات: أولًا، ضرب واستهداف الخصوم والأعداء المحليين والإقليميين والدوليين بشكل غير مباشر، سواءً لأهداف أيديولوجية لدعم وتعزيز شرعيته كنظام «مقاوم وممانع» لـ«إسرائيل»، أو لأهداف استراتيجية سياسية محضة؛ وثانيًا، تقديم نفسه للغرب كجزء من الحل لا يمكن تجاوزه والاستغناء عنه، ليس بمجرد بإظهار رغبته وسعيه للحد من نفوذ التنظيمات «الإرهابية» التي تشكل تهديدًا للغرب، كتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، بل بإظهار قدرته الفعلية على ذلك بقطع الدعم أو تسليم المطلوبين، ولكن مقابل الثمن المناسب.[13]
جبهة جديدة مجاورة (2003- 2011)
بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، دخل النظام السوري ساحة الحرب المجاورة باستراتيجية «مشعل الحريق ورجل الإطفاء» نفسها؛ سواء بشكل سلبي، أي بغض النظر عن الجهاديين الذين كانوا يصلون إلى سوريا ويتدربون بها، ثم ينتقلون منها إلى العراق، وبدرجة أقل، بشكل إيجابي بتوفير التدريب والتشجيع على المشاركة. فمنذ العام الأول، ومع اختفاء النقاط الأمنية من الجانب العراقي للحدود، وغض الطرف من الجانب السوري؛ بدأ المقاتلون الأجانب بالانضمام إلى «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين»، الفصيل الذي قاده أبو مصعب الزرقاوي، وأصبح يُعرف أكثر باسم «القاعدة في العراق»، والذي سيتطور خلال عقد ليصبح أشهر التنظيمات «الإرهابية» على الإطلاق: «تنظيم الدولة الإسلامية»، بعد تلقيهم تدريبًا في مدينة البوكمال الحدودية من الجانب السوري.[14] أدى ذلك لوصف سوريا من جانب «وكالة استخبارات الدفاع» الأمريكية في أكتوبر عام 2003 بأنها «نقطة وصول كبيرة» للجهاديين، وإلى اعتبار السلطات السورية «غير متعاونة» من جانب القادة العسكريين الأمريكيين، عام 2005.[15]
استمر الأمر كذلك طيلة الحرب، فبحسب ما يُعرف بـ«سجلات سنجار» التابعة لتنظيم القاعدة، والتي حازتها القوات الأمريكية من بلدة سنجار، ودرسها «مركز مكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية الأمريكية» ضمن «مشروع هارموني»؛ فقد وصل ما يقارب 600 مقاتل إلى العراق عن طريق سوريا ما بين 2006 و2007، مع محاولة السلطات السورية «اختراق» هذه الشبكات، للتأثير بها،[16] كما أصبحت شبكات نقلهم في سوريا نشطة وفعالة ومؤثرة، مثل شبكة بدران تركي هيشان المزيدي، المعروف باسم «أبو غادية»، التي وضعتها الخزينة الأمريكية على قائمة العقوبات عام 2008،[17] بالتوازي مع تأكيد الخارجية الأمريكية والجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الأمريكية في العراق، أن الحكومة السورية وتحديدًا آصف شوكت، صهر الأسد، على علم مُفصَّل بنشاطات الشبكة واستخدامها الأراضي السورية لنقل المقاتلين والانتحاريين إلى العراق.[18]
بعد ذلك بقليل، وتحديدًا عام 2010، سيعترف النظام السوري بدوره، حسبما تظهر تسريبات ويكيليكس، على لسان علي مملوك، مدير المخابرات العامة حينها ومدير مكتب «الأمن الوطني» وأحد أكبر مستشاري الأسد الأمنيين اليوم، في ظهور مفاجئ له باجتماع ضم مسئولين في الخارجية الأمريكية والسورية، عام 2010، قائلًا أن المخابرات السورية «لا تقتل أو تهاجم المجموعات الإرهابية مباشرةً، بل تزرع نفسها بداخلها، في عملية معقدة، وفقط حين تصبح الفرصة المناسبة، نتحرك»، عارضًا الخدمات الأمنية على الأمريكيين مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية وتحسين الموقف السياسي الإقليمي والدولي للنظام السوري.[19]
إضافة لذلك، وبحسب مُجندّين توجهوا إلى العراق وضباط مخابرات منشقين، شجعت السلطات السورية المتحمسين بالذهاب إلى العراق، وخصوصًا عن طريق المنابر من خلال الأئمة العملاء الذين كانوا مدعومين من أجهزة المخابرات لديها، والذين كان أشهرهم على الإطلاق الخطيب الشهير في مسجد التوابين في حلب، محمود قول أغاسي، المعروف باسم أبو القعقاع، والذي اُغتيل في 2007، على الأرجح على يد المخابرات السورية نفسها.[20] كان الهدف من ذلك، بجانب الضغط على الغرب للحصول على الثمن المناسب كما يظهر تصريح مملوك بشكل علني، هو إطالة التمرّد في العراق لإغراق القوات الأمريكية هناك لوقت أطول وبشكل أكبر، لتكفّ عن التفكير بمحاولة «تغيير النظام» في سوريا، بعدما تنهي مهمّتها هناك،[21] لتحقق بذلك الهدفين المرجوّين من الاستراتيجية.
باستثناء أولئك المدفوعين أيديولوجيًا، رجع الكثير من الذاهبين إلى العراق من سوريا، ليجدوا أنفسهم معتقلين في «سجن صيدنايا» سيء السمعة على يد المخابرات نفسها التي سهّلت خروجهم وغضت النظر عنه. داخليًا، كان ذلك يساعد النظام بالتخلص من أصحاب النزعة الجهادية (سواء بالعراق أو في صيدنايا)، وخارجيًا يظهر النظام على أنه «يكافح الإرهاب» بشكل فعلي.[22] مع الوقت، تحول «سجن صيدنايا» إلى «أكاديمية جهادية» (قبل أن يتحول بعد الثورة إلى «مسلخ بشري»[23])، فقد كان سجن «خمس نجوم» للجهاديين الذين سُمح لهم بنشر أفكارهم داخل السجن، الأمر الذي ساهم بتحول أولئك الذين كانوا مجرد متحمسين إلى مؤمنين حقيقين بالأفكار الجهادية، بينما كان المعتقلون من الناشطين المدنيين واليساريين معتقلين في ظروف شديدة السوء، ولا يُسمح لهم بالحديث أو النقاش، حسبما يروي الناشط المدني المعتقل سابقًا في صيدنايا دياب سريّة.[24] ستستمر هذه السياسة بشكل آخر بعد اندلاع الثورة، كما سيلعب «جيل صيدنايا» دورًا بارزًا بظهور تنظيم الدولة، وبقاء الأسد.
«الأسد أو نحرق المنطقة» (2011- 2021)
بعد اندلاع الثورة السورية بسبعة شهور فقط، وتحديدًا في التاسع والعشرين من أكتوبر 2011؛ قال رئيس النظام السوري بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة التلغراف اللندنية:
تعتبر سوريا الآن محور المنطقة، إنها خط الصدع في الشرق الأوسط، ومن يتلاعب بها سيتسبب في حدوث زلزال. هل تريدون رؤية أفغانستان ثانية هنا، أو عشرات الأفغانستانات؟ (…) أي مشكلة تقع في سوريا ستحرق المنطقة برمتها، وإذا كانت خطة الغرب تقسيم سوريا، فإن ذلك سينسحب على المنطقة كلها.[25]
فتحت تهديد الثورة لحكم الأسد، كانت استراتيجية البقاء هذه: «الأسد أو نحرق المنطقة» هي الجانب الإقليمي لاستراتيجية «الأسد أو نحرق البلد»، والقائمة على التلويح بالسيناريوهات البديلة التي تجعل الأسد هو الأقل سوءً، ثم خلق الظروف المواتية لتحقيق هذه السيناريوهات، لتصبح وكأنها نبوءات محققة لذاتها بذاتها؛ ما يضمن استمرارية الحكم للأسد.[26]
تم تطبيق هذه الاستراتيجية تحت إشراف «خلية الأزمة» التي ضمت كبار القادة الأمنيين، ومن بينهم علي مملوك،[27] وباستمرار للاستراتيجية السابقة، وبآلية شبيهة لما كان يجري في صيدنايا، وصف الأسد الثوار والمتظاهرين السلميين بأنهم «إرهابيون»، ثم عمل تحديدًا على اعتقالهم وقتلهم، في الوقت نفسه الذي أطلق به الأسد سراح مئات المعتقلين الأمنيين بتهم «الإرهاب»، في سلسلة من قرارات العفو العام، أولها وأشهرها المرسوم التشريعي 61 في الحادي والثلاثين من مايو 2011.[28]
لم يكن هؤلاء الذين أُفرج عنهم جنودًا ومقاتلين وحسب، بل أصبح تسعة على الأقل من بينهم قادة لجماعات جهادية (كأحرار الشام وجبهة النصرة –التي أصبحت الآن «هيئة تحرير الشام»)، وأربعة من قيادات تنظيم الدولة، [29] من أبرزهم علي الشواخ، المعروف باسم أبو لقمان،[30] الذي أصبح والي الرقة، عاصمة التنظيم في سوريا، والمسئول عن عدد من عمليات قطع الرأس، والمساهم بعمليات تمويل التنظيم، وتم وضعه على قائمة العقوبات الأمريكية في ٢٠١٥.[31]
وبفضل المعرفة السابقة والتشابك بين هذه الشخصيات في السجن، لم يستغرق الأمر طويلًا («أسابيع، وليس حتى أشهر»، على حد تعبير أحد المُفرج عنهم) [32] حتى بدأت هذه الشخصيات في إعادة التواصل والتنظيم خارج السجن، فبدأت الخلايا الصغيرة تتشكل في مناطق سوريا المختلفة. إضافةً لذلك، ومثلما حدث أثناء حرب العراق، فقد ترك النظام السوري قيادات تنظيم الدولة تعبر الحدود تحت عينه وعلمه، بدءً من أكتوبر 2011، وتعمل على جمع هذه الخلايا الصغيرة ودعمها ماليًا وقيادتها، الأمر الذي أدى في النهاية بإعلان «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في أبريل 2013.[33]
تواصلت سياسة غض النظر عن التنظيم؛ فبينما ركّز النظام جهده العسكري ضد المواقع التي سيطر عليها «الجيش السوري الحر»؛[34] كان التنظيم يوسّع مناطق سيطرته دون أي تدخل تقريبًا من النظام، ما دفع السفير الأمريكي السابق روبرت فورد عام 2014 لتأكيده، بلكنة لا تخلو من السخرية: «إن النظام يترك مقر التنظيم الكبير في الرقة بينما يلقي براميله المتفجرة على درعا وحلب وريف دمشق. إذا كان النظام يحتاج معلومات لتحديد موقع هذا المقر، فأرجو أن يتواصلوا معي لأشير لهم لمكانه».[35] لم يقف الأمر عند غض النظر، ففي عدة مناسبات؛ كان النظام يقصف الثوار لصالح تقدم تنظيم الدولة، أو كان التنظيم ينسحب من مناطقه ليسهّل الحصار من جانب النظام.[36]
كان صعود التنظيم وتوسعه يحقق ويخدم رواية النظام بأنه يقاتل «الإرهابيين»، ما سيخيف الغرب ويجعله يكفّ النظر عنه، من ناحية؛ كما أن التنظيم كان يسهّل على النظام مهمة مواجهة الثورة والتخلص من الثوار، في حين أن الغرب هو الذي سيتخلص من التنظيم بعد ذلك. بجانب ذلك، وبدءً من عام 2014، مع سيطرة التنظيم على مساحات واسعة من محافظة دير الزور التي تحتوي المخزون النفطي لسوريا؛ بدأ النظام بشراء النفط بأسعار رخيصة من التنظيم لحل أزمته الاقتصادية المتفاقمة مع ازدياد العقوبات، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لوضع عدة شخصيات اقتصادية مقربة من النظام على قائمة العقوبات، مثل جورج حسواني، الوسيط بين النظام والتنظيم، الذي وضع على القائمة عام 2015،[37] ومحمد القاطرجي، عام 2018.[38] ومع حلول عام 2017، كانت مبيعات النفط للنظام السوري هي أكبر مصادر دخل تنظيم الدولة، ضامنة استمراره وتوسعه وتمويل عملياته.[39] بالمقابل، عمل سامر الفوز، رجل الأعمال الصاعد نتيجة الحرب والمصنف على قوائم العقوبات الأوروبية عام 2018، على بيع وشراء القمح من وإلى مناطق تنظيم الدولة.[40]
مع بداية انهيار التنظيم عام 2017 نتيجة الحملة العسكرية المكثفة للتحالف الدولي وحلفائه بالدرجة الرئيسية، حوّل «تنظيم الدولة» استراتيجته للمواجهة غير المباشرة، القائمة على سياسة «الوثبات» (أو اضرب واهرب) بالدرجة الرئيسية، وخصوصًا في عمق البادية السورية التي ما زالت خلاياها منتشرة بها هناك بشكل كبير، موجهةً ضربات قاسية للنظام السوري.[41] ورغم ذلك، فلم يتوقف النظام عن استغلال ذلك، سواءً لتعزيز سياساته الأمنية والعسكرية الكبيرة على المناطق السكنية التي يسيطر عليها شرق سوريا، أو لدفع المجتمع الدولي باتجاه الحل السياسي الذي يرغب به.[42]
بكلمات قليلة، رغم نجاح المجتمع الدولي في القضاء المؤقت على التهديد الذي مثّله تنظيم الدولة، إلا أنه فشل فشلًا ذريعًا بمواجهة النظام، الذي كان أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى خلق هذا التهديد بدايةً، ثم استمراره ودعمه تاليًا، والبناء على التخلص منه لشرعنته والحفاظ على وجوده أخيرًا. فكما أظهر المقال، يمكن القول أن تنظيم الدولة لم يكن ليوجد أساسًا ولا ليستمر ويتوسع بهذه القوة لولا النظام السوري، الذي لم يكن دوره هامشيًا عبر سياسات الدعم السلبية بغض النظر عن التنظيم، بل كان لاعبًا أساسيًا وداعمًا ومُسهلًا لخلقه واستمراره ودعمه طيلة سنوات وجوده، والأسوأ، أنه استطاع الاستفادة من ذلك بتعزيز موقعه السياسي أمام المجتمع الدولي، وبدأ باستعادة شرعيته وحضوره بعودة العديد من الأنظمة للتطبيع معه، والعمل على حصوله على مقعد له في الجامعة العربية، بدلًا من المحاكم الدولية.[43]
إن نظام الأسد، ومع الأسف، لم يستطع الفرار من المحاسبة أمام انتهاكاته التي أدت لمئات آلاف الضحايا من القتلى والمعتقلين وملايين اللاجئين والنازحين، وحسب؛ بل استطاع كذلك النجاة من دوره الأساسي والفعال في خلق واستمرار تنظيم الدولة، عدا استفادته من ذلك، ما يفتح أسئلة كبرى ومقلقة حول استمرار المسببات الرئيسية التي أدت بداية لظهور تنظيم الدولة، من غياب للمحاسبة وفقدان للثقة بالعدالة.
[1] ما يُعرف بـ«الحركة التصحيحية» هي انقلاب عسكري داخلي، قاده حافظ الأسد، وزير الدفاع وعضو القيادة القطرية لـ«حزب البعث العربي الاشتراكي» حينها، مع مجموعة من الضباط الموالين له، واستطاع به إزاحة البعثيين والضباط المخالفين له، ورسخ السلطة له بشكل كامل لثلاثين عامًا قادمة، تخللها عدد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية الموصوفة بـ«الثورية». حول هذه الإصلاحات وتبعات «الحركة التصحيحية»، انظر:
هينبوش، ريموند (2001). سوريا: ثورة من فوق (Syria: Revolution from Above). نيويورك: روتليدج.
[2] مصطلح «الإرهاب» من المصطلحات الإشكالية، وكثيرًا ما يُقال إنه مصطلح سياسي مُوّجه أكثر من كونه موضوعيًا وقابلًا للتعميم والقياس. ولذلك فإنني أضعه طيلة الورقة بين علامتي تنصيص كدلالة على التحفظ، كما أؤكد أن استخدامي له بهذه الورقة –ما لم يكن اقتباسًا أو عنوانًا– هو للتنظيمات أو الحركات التي تم تصنيفها من جانب دولة و/ أو منظمة دولية واحدة –على الأقل– كحركات وتنظيمات «إرهابية»، وليس حكمًا أو وصفًا ذاتيًا.
[3] أسوشيتد برس (1986). الأسد ينفي تورط سوريا بالإرهاب (Assad Denies Syria is Involved in Terrorism). أسوشيتد برس، 13 نوفمبر. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3CqoEkR.
[4] الجزيرة (2021). وصفت بـ«المسرحية».. إعادة انتخاب بشار الأسد رئيسًا لسوريا بنسبة 95٪ من الأصوات. الجزيرة، 28 مايو. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3xrwoiQ.
[5] سانا (2021). الرئيس الأسد يؤدي القسم الدستوري. سانا، 17 يوليو. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3fHrojS.
[6] مكتب مكافحة الإرهاب (2019). الدول الداعمة للإرهاب (State Sponsors of Terrorism). وزارة الخارجية الأمريكية. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3CtDxCM.
[7] مقتبسًا في: بيرنز، جون (2005). العراقيون يقولون إن سوريا سلّمت أحد كبار المتمّردين (Syria Turns Over a Top Insurgent, Iraqis Say). نيويورك تايمز، 28 فبراير. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://nyti.ms/3fG4yJu.
[8] انظر، على سبيل المثال:
إدارة الاستخبارات (1985). مراجعة الإرهاب (Terrorism Review). وكالة الاستخبارات المركزية، أبريل. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3CqBnnD؛
إدارة الاستخبارات (1986). مراجعة الإرهاب (Terrorism Review). وكالة الاستخبارات المركزية، ديسمبر. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3lHPteu؛
إدارة الاستخبارات (1988). مراجعة الإرهاب (Terrorism Review). وكالة الاستخبارات المركزية، مارس. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3lGjz1R.
[9] إدارة الاستخبارات (1986). الدعم السوري للإرهاب الدولي: 1983- 1986(Syrian Support for International Terrorism: 1983- 1986). وكالة الاستخبارات المركزية، ديسمبر. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3lHPteu.
[10] حول دعاية وخطاب النظام السوري، انظر: وادين، ليزا (1999). السيطرة الغامضة: السياسة، الخطاب، الرموز في سوريا المعاصرة (AMBIGUTIES of DOMINATION: Politics, Rhetoric, and Symbols in Contemporary Syria). شيكاغو: مطبعة جامعة شيكاغو.
[11] بايمان، دانيل (2005). علاقات مميتة: دول ترعى الإرهاب (Deadly Connections: States that Sponsor Terrorism). كامبردج: مطبعة جامعة كامبردج.
[12] زمان، أمبيرين (1998). تركيا تحتفل باعتقال أوجلان (Turkey Celebrates Capture of Ocalan). واشنطن بوست، 18 فبراير. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://wapo.st/37rn1VM.
[13] بايمان، دانيل (2005). مواجهة الإرهاب المدعوم سوريًا (Confronting Syrian-Backed Terrorism). فصلية واشنطن 28 (3)، 99- 113.
[14] خضور، خضر وحسن، حارث (2020). تحول الحدود العراقية السورية: من جبهة وطنية لجبهة إقليمية (The Transformation of the Iraqi-Syrian Border: From a National to a Regional Frontier). مركز كارنيغي للشرق الأوسط، مارس. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/2U8KWX4.
[15] بايمان، دانيل (2005). مواجهة الإرهاب المدعوم سوريًا (Confronting Syrian-Backed Terrorism). فصلية واشنطن 28 (3)، 99- 113.
[16] فيلتر، جوزيف وفيشمان، بريان (2008). مقاتلو القاعدة الأجانب في العراق: نظرة أولى على سجلات سنجار (AL-QA’IDA’S FOREIGN FUGHTERS IN IRAQ: A FIRST LOOK AT THE SINJAR RECORDS). مركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت، يناير. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3AoQwUA.
[17] وزارة الخزينة الأمريكية (2008). الخزينة تصنف أعضاء من شبكة أبو غادية يسهلون تدفق الإرهابيين والأسلحة والأموال من سوريا إلى القاعدة في العراق (Treasury Designates Members of Abu Ghadiyah’s Network Facilitates flow of terrorists, weapons, and money from Syria to al Qaida in Iraq). وزارة الخزينة الأمريكية، 28 فبراير. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3fQ7R0K.
[18] جوسكلين، توماس (2012). ارتداد في سوريا (Blowback in Syria). نيوزويك ستاندارد، 24 يوليو. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3iwutoX.
[19] ويكي ليكس (2010). مسئول استخبارات سوري يحضر نقاش مكافحة إرهاب مع منسق مكافحة الإرهاب بنجامين (SYRIAN INTELLIGENCE CHIEF ATTENDS CT DIALOGUE WITH S/CT BENJAMIN). ويكي ليكس، 24 فبراير. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3s2D71F.
[20] حول أبو القعقاع واغتياله، انظر: قناة الجزيرة (2015). الصندوق الأسود – أبو القعقاع السوري. شبكة الجزيرة الإعلامية، 26 نوفمبر. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3ApCS3C.
[21] غوتمان، روي (2016). رجل الأسد: هكذا بنينا داعش (Assad Henchman: Here’s How We Built ISIS). ذا ديلي بيست، 1 ديسمبر. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3jBWESN.
[22] عامر، عبيدة (2017). صيدنايا.. سجن الأسد الذي يختفي بداخله معارضوه للأبد. ميدان- الجزيرة، 23 فبراير. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3izgbE7.
[23] منظمة العفو الدولية (2017). المسلخ البشري: عمليات الشنق الممنهجة والإبادة الجماعية في سجن صيدنايا بسوريا. منظمة العفو الدولية. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3lNsC0Y.
[24] سرية، دياب (2016). أكاديمية سجن صيدنايا العسكري، صناعة التطرف. الجمهورية، 11 نوفمبر. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3fQCVh8.
[25] بي بي سي (2011). بشار الأسد: «تدخل الغرب في سورية سيؤدي إلى زلزال يحرق المنطقة». بي بي سي عربي، 29 أكتوبر. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bbc.in/3shFGNz.
[26] حسن، حسن وويس، مايكل (2015). داعش: داخل جيش الإرهاب (ISIS: INSIDE THE ARMY OF TERROR). نيويورك: ريغان آرتس، ص134.
[27] ليفيت، ماثيو (2021). دور تنظيم الدولة في استراتيجية نظام الأسد للبقاء (The Role of the Islamic State in the Assad Regime’s Strategy for Survival). في هوهن، كريستيان وسافيدرا، إيزابيل وويمبيرغ، آن، المعركة ضد الإرهاب: الإنجازات والتحديات (THE FIGHT AGAINST TERRORISM: ACHIEVEMENTS AND CHALLENGES) (723- 741). لوكسمبورغ: لارسير.
[28] مجلس الشعب السوري (2011). المرسوم التشريعي 61 لعام 2011: منح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل 31-5-2011. مجلس الشعب السوري، 31 مايو. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3jCUBhf.
[29] آبي دياب، ماريا (2014). سياسات الأسد أسهمت في صعود داعش (Assad Policies Aided Rise of Islamic State Militant Group). وول ستريت جورنال، 22 أغسطس. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://on.wsj.com/2X2y5qj.
[30] مشروع مكافحة الإرهاب. أبو لقمان (Abu Luqman). مشروع مكافحة الإرهاب. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3AnIVpg.
[31] وزارة الخزانة الأمريكية (2015). الخزينة تعاقب قادة وشخصيات مالية ومساعدين وداعمين كبار للدولة الإسلامية في العراق والشام (Treasury Sanctions Major Islamic State of Iraq and the Levant Leaders, Financial Figures, Facilitators, and Supporters). وزارة الخزانة الأمريكية، 29 سبتمبر. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3CxBwWq.
[32] أبو زيد، رانيا (2018). بلا عودة: الحياة والفقد والأمل في سوريا الحرب (NO TURNING BACK: LIFE, LOSS, AND HOPE IN WARTIME SYRIA). نيويورك: دبليو، دبليو، نورتن وشركاه، ص 78- 79.
[33] غوتمان، روي (2016). كيف عادت داعش إلى سوريا؟ (How ISIS Returned to Syria?). ذا ديلي بيست، 5 ديسمبر. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3lOi7KN.
[34] «الجيش السوري الحر» هو مصطلح جامع يطلق على التشكيلات المسلحة التي تكونت نتيجة انشقاق عناصر وضباط عن جيش النظام، «الجيش العربي السوري»، وانخرطت في صفوف الثورة، أولًا للدفاع عن التظاهرات السلمية ثم للمشاركة والعمل العسكري، إلا أن المصطلح توسع مع الوقت ليشمل الفصائل المعارضة التي تتبنى أيديولوجيا و/أو خطابًا وطنيًا، مقابل الأيديولوجيا/الخطاب الإسلامي.
للمزيد حول «الجيش السوري الحر»، انظر: ليستر، تشارلز (2016). الجيش السوري الحر: وسم متمرد لا مركزي (The Free Syrian Army: A decentralized insurgent brand). معهد بروكنجز، نوفمبر. تاريخ الاطلاع: 2 سبتمبر 2021، https://brook.gs/38xE74Z.
[35] ميليباند، ديفيد وفورد، روبرت وتابلر، أندرو (2014). الصراع السوري: حيث تتقاطع المصالح الاستراتيجية والإنسانية (The Syrian Conflict: Where Strategic Interest and Humanitarian Urgency Intersect). معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، 21 أبريل. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/2VJdDdD.
[36] ليفيت، ماثيو (2021). دور تنظيم الدولة في استراتيجية نظام الأسد للبقاء (The Role of the Islamic State in the Assad Regime’s Strategy for Survival). في هوهن، كريستيان وسافيدرا، إيزابيل وويمبيرغ، آن، المعركة ضد الإرهاب: الإنجازات والتحديات (THE FIGHT AGAINST TERRORISM: ACHIEVEMENTS AND CHALLENGES ) (723- 741). لوكسمبورغ: لارسير.
[37] وزارة الخزانة الأمريكية (2015). الخزانة تعاقب شبكة داعمة للنظام السوري بتسهيلها شراء النفط من داعش (Treasury Sanctions Networks Providing Support to the Government of Syria, Including for Facilitating Syrian Government Oil Purchases from ISIL). وزارة الخزانة الأمريكية، 25 نوفمبر. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3jEWrhE.
[38] وزارة الخزانة الأمريكية (2018). الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات على وسيط أساسي للنظام مع داعش وشبكة تصفية بترول (U.S. Treasury Imposes Sanctions on Assad Regime’s Key ISIS Intermediary and a Petroleum Procurement Network). وزارة الخزانة الأمريكية، 6 سبتمبر. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3CxQwU8.
[39] فاوكون، بينويت والعمران، أحمد (2017). الدولة الإسلامية تزيد مبيعات النفط والغاز للنظام السوري (Islamic State Steps Up Oil and Gas Sales to Assad Regime). وول ستريت جورنال، 19 يناير. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://on.wsj.com/3lOPkpx.
[40] راسومين، سون (2019). الاتحاد الأوروبي يعاقب رجل أعمال سوري بارز (EU Sanctions Leading Syrian Businessman). وول ستريت جورنال، 21 يناير. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://on.wsj.com/3jGrauH.
[41] حسان، محمد (2021). «داعش» والنظام الاستراتيجية والاستراتيجية المضادة في البادية. معهد الشرق الأوسط، 16 مارس. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3xuBqes.
[42] الشامي، عشتار (2021). نظام الأسد يستخدم «داعش» ذريعة لتبرير أنشطته في شرق سوريا. معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، 10 مايو. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/37vzmYZ.
[43] هينكل، سارة (2020). تطبيع العلاقات الصعب بين الدول العربية وبشار الأسد (The Difficult Normalisation of Relations between Arab Countries and Bashar al‑Assad). المعهد الألماني للشئون الأمنية والدولية، 17 نوفمبر. تاريخ الاطلاع 1 أغسطس 2021، https://bit.ly/3iB32u6.
Read this post in: English