دعوة لتقديم أبحاث: ما الذي تغيّر في العشر سنوات الماضية منذ اندلاع الانتفاضات العربية؟
انقضى عقد كامل منذ اندلاع الانتفاضات العربية، بدايةً في تونس قبل أن تتفجّر في مختلف أنحاء المنطقة في مسارات متعددة وصاخبة. في خضم سياق تلك الانتفاضات، والتفاعلات بين الثورة والثورة المضادة، يمكن للمرء ملاحظة النضالات التي تتمحور حول السياسة والاقتصاد وحقوق الإنسان. فمن ناحية، ثابرت القوى الثورية والحركات السياسية على تركيزها على مطالب الانتفاضات، لاسيما بين الشباب والمجتمعات المُهمّشة، حيث لم تتم معالجة الأسباب الجذرية للغضب الشعبي الذي اندلع قبل عشر سنوات على نحو كاف، وذلك في العديد من البلدان في جميع أرجاء المنطقة. في بعض الحالات، مثل سوريا وليبيا واليمن، فإن استخدام الجهات الفاعلة المحلية وداعميها الأجانب المفرط للقوة، لم يُسفر بشكل تام عن كبت رغبة شعوب المنطقة في الثورة. ومن ناحية أخرى، استخدمت القوى المناهضة للثورة «الاستقرار» بشكل ذرائعي، لاسيما فيما يتعلق بالاقتصاد أو الأمن القومي؛ زاعمةً أن السلطوية أو السلطة القهرية هي بمثابة حصن لا غنى عنه، في مواجهة الاضطرابات المؤدية لتدهور الاقتصاد أو الإرهاب؛ كما امتد استخدام القوة، بوساطة القوى المناهضة للثورة، إلى مرتبة الجرائم ضد الإنسانية أو جرائم الحرب. حتى في البلدان التي أحرزت تقدمًا ديمقراطيًا نسبيًا، مثل تونس، نجدها تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية مستعصية، فضلًا عن استقطاب سياسي مستمر؛ الأمر الذي يُهدد بتقويض هذا التقدم.
قبل عامين، بدأت موجة جديدة من الثورات في الجزائر والسودان، فيما اندلعت احتجاجات حاشدة في لبنان والعراق. ومن الجلي أن المحتجين في تلك البلدان، وفي جميع أنحاء المنطقة، قد تطوروا سياسيًا وتعلموا الدروس المستفادة من إخفاقات العقد الماضي. كما تعلمت النخب السلطوية الحاكمة الحالية دروسها في قمع ومرواغة أي تعبئة سياسية محتملة في مجتمعاتها. وبعيدًا عن التحليل الثنائي الضيق بين «نجاح» و«إخفاق» ثورات المنطقة؛ فإن رواق عربي، وهي دورية مُحكَّمة تتبع سياسة التعمية المزدوجة ومتخصصة في دراسات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تدعو إلى تقديم أوراق بحثية تتناول السؤال التالي: ما الذي تغيّر في العشر السنوات الماضية منذ اندلاع الانتفاضات العربية؟
ينبغي تقديم الإسهامات التي تتراوح بين 5000-7000 كلمة، وتضم بحثًا أصيلًا، عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: [email protected]، وذلك في موعد لا يتجاوز منتصف ليل 15 مارس 2021. يجب أن تتألف الأوراق البحثية المُقدمة من ملفين منفصلين: نص البحث الكامل مع إخفاء هوية المؤلف، وصفحة غلاف تحتوي على عنوان البحث واسم وبيانات المؤلف وخلاصة من 150 كلمة. سيتم انتقاء أفضل الأبحاث وأكثرها صلة بالموضوع، ليتم إرسالها إلى لجنة التحكيم. وبمجرد النشر؛ سيحصل المؤلفون على مكافأة مالية مقابل مساهماتهم.
تقترح رواق عربي الموضوعات الفرعية التالية لتكون مجالًا للبحث، فيما تُرحب بالمقترحات الأخرى ذات الصلة بالموضوع الرئيسي لهذه الدعوة:
- تقييم إرث الانتفاضات في المنطقة العربية، وتأثيراتها على النضال المستمر من أجل حقوق الإنسان والحكم الرشيد؛
- استيعاب ديناميات التحولات السياسية في المنطقة العربية خلال السنوات العشر الماضية؛
- تقييم نجاحات وإخفاقات التحولات السياسية في المنطقة؛
- تقييم تفاعلات الجهات الفاعلة المحلية ذات الصلة في عمليات التحول، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، الجيوش والإسلاميين والعلمانيين ومؤسسات المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان؛
- استيعاب التحولات والتغيرات في خطابات حقوق الإنسان والحركات الحقوقية والمجتمع المدني؛
- استيعاب التغيرات الجيوسياسية في العلاقات الداخلية والخارجية في المنطقة، وكيفية تأثير تلك التغيرات على النضال من أجل حقوق الإنسان؛
- استكشاف كيفية تعريف قضايا حقوق الإنسان والتفاوض عليها في أوقات التحول السياسي؛
- تحليل التحولات الدستورية والقانونية في الدول العربية منذ عام 2011.
لقراءة المزيد عن رواق عربي وتاريخ الدورية وطباعتها منذ 1996 ونسختها الإلكترونية الحالية، فضلًا عن الأدلة الإرشادية الخاصة بالنشر في الدورية، يُرجى الرجوع إلى هذا الرابط.
Read this post in: English