الافتتاحية: من يشعل هذا المصباح؟ حقوق الانسان بين الرجاء وعدم اليقين
الإشارة المرجعية: سعيد، محمد السيد (1999). الإفتتاحية: من يشعل المصباح؟ حقوق الانسان بين الرجاء و عدم اليقين. رواق عربي، 4 (2)، 6-19.
حمل هذا المقال كبي دي إفلاحظ طلاب الدورة التدريبية الصيفية أن شعار مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان هو مصباح علاء الدين. وقد سأل أحدهم يومًا بخبث: من يشغل المصباح؟ أو بالأحرى، من يحك المصباح؟ هل تتوقعون فعلاً أن يخرج المارد ليحقق لكم أحلامكم؟ ومن هو هذا المارد إذن؟
لم يني طلابنا يسألون هذا السؤال نفسه بطرق مختلفة. والطريف أن هذه الأسئلة لم تفقد أبدا طزاجتها أو قدرتها على إشعارنا بالمفاجأة. فقد يطرح أحدهم المسألة بأكثر الطرق مباشرة: هل حقوق الإنسان قابلة للتطبيق فعلاً؟ أم أنها ضرب من المثاليات والأحلام؟ وقد يطرحها آخر بطريقة أكثر تلوينًا وفلسفية: هل يوجد “الإنسان” بالتجربة فعلاً، أم أنه لا يزال مشروعًا؟ وإن كان يوجد فأين هو؟ ولماذا لم يخرج من القمم فعلاً لكي يؤكد على صدق ما جاء بديباجة الإعلان العالمي من أنه وُلد حرًا ومتساويًا في الكرامة والحقوق، وإذا كان الضحية إنسانًا والجلاد إنسانًا أيضًا، فما هو فعلاً مشترك بينهما؟