لم يعد السابق لأوانه استشراف آفاق تطور وتحديد مهام حركة حقوق الإنسان في ظل العولمة، فنحن نعيش بالفعل ارهاصاتها، إن لم نكن قد دخلنا إلى اتونها.
وما قد يعطي الانطباع بأن الحديث عن مهام حركة حقوق الإنسان في ظل العولمة هو صعوبة الامساك بأطراف تلك العملية التاريخية العلاقة وتعذر التبصر في تداعياتها ونتائجها. والأهم هو أن الحركة العالمية لحقوق الإنسان لم تنجز بعد مهامها في ظل النظام العالمي القائم، إن كان هناك مثل هذا الشيء، ثم إن المعركة التي خاضها تحالف عريض من القوى الاجتماعية والثقافية التي جاءت أساسًا من الغرب ضد منظمة التجارة العالمية أثناء دورة سياتل قد فرضت فرضًا تأمل ما حدث واستكشاف أسبابه وتحديد دلالاته، ومن ثم تقديم تحليل نقدي ومتجاوز لمرحلة سياتل.