الإشارة المرجعية: سعيد، محمد السيد (1996) الإسلام وحقوق الإنسان. رواق عربي، 1 (1)، 13-34.
حمل هذا المقال كبي دي إفيقع موضوع الإسلام وحقوق الإنسان في بؤرة الصراع الأيديولوجي في فترة ما بعد الحرب الباردة. فقد ظهرت آلاف من الكتب والمقالات حول هذا الموضوع وأصبحت تشكل صناعة فكرية موازية لنوع من الحرب الباردة الجديدة. ويحاول البعض وضع مبادئ أمنية جديدة لصياغة ملامح الساحة الفكرية النفسية لهذه الحرب.
المهم – في هذا الصدد – هو القوة التي تلقي بها الدعاية بظلالها أحياناً على الدراسات العلمية. هل من الممكن تحرير عقولنا – ناهيك عن عقول الآخرين – من تلك الظلال الممتدة للحرب الدعائية؟ أعتقد أن ذلك ممكن بالرغم من أن الخط الفاصل بين البحث الأكاديمي الموضوعي والكتابات غير المحايدة يزداد التباساً في أذهان حتى أكبر المثقفين في عصرنا. هل نستطيع تحرير أنفسنا من تأثير الأيديولوجيا عن طريق الإعلان – ببساطة – عن حيادنا.. ولو كان إيجابياً؟ أعتقد أن مثل هذا الحياد تلفه الشكوك من قبل عدد متزايد من فلاسفة العلم. غير أنه وإن كان من المتعذر تنقية المسلك العلمي من الأحكام القيمية، يظل من الممكن دائماً نبذ الضغوط التي تدفع في اتجاه المشايعة وتنحية مبدأ التحارب، وخاصة عندما يكون مصير البشرية ومستقبل النوع الإنساني قيد الاعتبار كما هو الحال في موضوع الإسلام وحقوق الإنسان.