الإفتتاحية: التعايش الثقافي والقانون الغائب

الإشارة المرجعية: سعيد، محمد السيد (2001) الإفتتاحية: التعايش الثقافي والقانون الغائب! رواق عربي، 6 (4)، 6-22.

حمل هذا المقال كبي دي إف

بذلت الإدارة الأمريكية وغيرها من الحكومات الغربية جهدًا ملحوظًا لحصر المسؤولين عن أحداث 11 سبتمبر وتجنب توسيع الاتهام ليشمل المسلمين أو الإسلام. وأعلنت رفضها لمنطق صدام الحضارات أو الحروب الدينية. بل أنها سعت باستماتة لكسب رأي العام العربي والإسلامي لتصف نفسها فيما أسمته بالحرب ضد الإرهاب، وأكدت أن تلك الحرب لا يجب ولا يمكن أن تفسر كحرب ضد الإسلام. بل وتكاثرت التصريحات التي تبرئ الإسلام من الإرهاب وتقيم فهمًا صحيحًا باعتباره دين سلام وتعارف ومودة بين الشعوب.

وبالمقابل، بذلت الحكومات العربية جهدًا ملحوظًا لتبرير أي غموض حول موقفها المضاد للإرهاب عمومًا ولعمليات 11 سبتمبر والمسؤولين عنها خصوصًا. فأكدت أنها كانت سابقة في الدعوة لمدخل عالمي لمناهضة الإرهاب، ومعاملة كل صوره وأشكاله معاملة متساوية كتهديد لأمن وسلام جميع الشعوب والدول ووضع اتفاقيات دولية لاقتلاعها جميعًا. كما أكدت تلك الحكومات أنها تميز بين الإرهاب والنضال المشروع ضد الاحتلال. وأنها لا تعتبر أحداث 11 سبتمبر من هذا النوع الأخير، وإنما اساءة بالغة للإسلام ترفضها كافة السلطات الدينية والسياسية العربية والمسلمة. وبوجه عام، توفرت ارتدة سياسية كافية لتجنب الانزلاق إلى هذه الحروب أو الصراعات الدينية.

Exit mobile version