رؤى

رؤى: الجانب المظلم للقومية؛ الإقصاء والعنف ضد اللاجئين السوريين في لبنان

حمل هذا المقال كبي دي إف

الإشارة المرجعية: الدردري، سيما (2024). رؤى: الجانب المظلم للقومية؛ الإقصاء والعنف ضد اللاجئين السوريين في لبنان. رواق عربي، 29 (1)، 114-122. DOI: 10.53833/HWXS4392.

تسبب وجود اللاجئين السوريين في لبنان، إلى جانب الانهيار الاقتصادي وفساد الحكم الذي ينخر في البلاد، في تفاقم مظالم المواطنين اللبنانيين، ما أسفر بدوره عن استفحال موجة كراهية الأجانب واتخاذ السوريين كبش فداء.[1] فعلى مدار العقد الماضي، واجه اللاجئون السوريون تحديات هائلة تحت وطأة الضغوط القانونية والاجتماعية المتنامية في لبنان، بما في ذلك القيود المفروضة على الوصول إلى سوق العمل، والإجراءات المشددة حول المناطق الحدودية، وعمليات الإخلاء القسري، وحظر التجول الذي يستهدف السوريين على وجه التحديد.[2]

وقد بلغت موجة العنف الناجمة عن كراهية الأجانب مستويات غير مسبوقة عقب مقتل منسق حزب القوات اللبنانية في منطقة جبيل، شمال لبنان، باسكال سليمان، في السابع من أبريل 2024، على يد مجموعة من السوريين الذين كانوا يحاولون سرقة سيارته.[3] ونتيجة لذلك شهدت مخيمات اللاجئين تشديدات أمنية وحملات مداهمات عسكرية واسعة النطاق. كما أثار الحادث سلسلة من الملاحقات والاعتداءات العشوائية بحق السوريين في الشوارع؛ إذ استغلت النخب السياسية مقتل سليمان لشيطنة اللاجئين السوريين وتبرير الإجراءات الانتقامية والسياسات المعادية للأجانب.

هذه البيئة المعادية للاجئين ليست حديثة العهد؛ وإنما هي امتدادًا لسنوات من التحريض على السوريين وتحميلهم مسئولية الأزمات المتفاقمة في البلاد، فضلًا عن اعتبارهم مصدر تهديد لسيادة الأمة. ورغم أن الأمم نشأت بهدف خلق التضامن بين مجموعة من الناس؛ إلا أنها تستبعد آخرين في الوقت ذاته. في هذا السياق، يرى بندكت أندرسون أن الأمم هي «جماعات متخيلة»؛ إذ يتشكل شعور بالانتماء في عقول منتسبيها رغم أنهم لن يلتقوا ببعضهم البعض، ولكنهم يتشاركون صورة جماعية لوحدتهم وتماسكهم.[4] وتتطلب القومية «رفقة أفقية (لا طبقية) عميقة»؛[5] وإن كانت في الواقع محدودة. وفي حقيقة الأمر، فإن قدرة دولة بناء الأمة على احتضان التنوع الاجتماعي والثقافي والسياسي تمثل نقطة جوهرية في الخطاب المثير للجدل بشأن القومية.[6] وحسبما يوضح مايكل بيليج فإن «انتصار قومية معينة نادرًا ما يتحقق دون هزيمة قوميات بديلة وأساليب أخرى لتخيل كينونة الشعوب».[7]

لذا، بينما تساهم القومية في تعزيز الوحدة؛ فإنها تؤدي أيضًا لخلق «العنصرية وكراهية الأجانب ومعتقدات التفوق القومي استنادًا إلى التقسيم الكلاسيكي “نحن” و”هم”».[8] ويتحمل اللاجئون والمهاجرون العبء الأكبر لتبعات هذا التقسيم الثنائي المترسخ في الفكر القومي، وغالبًا ما يجدون أنفسهم مستبعدين من فئة «المواطن المثالي» بسبب خلفيتهم الإثنية،[9] ووضعهم القانوني.[10]

تتشكل ملامح هذا المقال على خلفية الهجمات الأخيرة بحق السوريين في لبنان، وتصاعد مظاهر الكراهية المؤسسية والاجتماعية ضد اللاجئين. وينظر هذا المقال إلى الكراهية العنصرية كنتاج للقومية. وتهدف هذه الدراسة لخلق مساحة لمناقشة تبعات تأجيج رهاب الأجانب على فهم اللاجئين السوريين لذواتهم وتصورهم لهوياتهم الوطنية أثناء صراعهم مع القوالب النمطية والتمييز العنصري، وهو ما يشير إليه فرانتز فانون بـمصطلح «الاستبطان».[11] إن فحوى هذا المقال مستوحى من رؤيتي الذاتية وتجاربي الخاصة كمواطنة سورية، بالإضافة إلى البحوث التي أجريتها ضمن رسالة الدكتوراه في جامعة سانت أندروز، والتي تركز على تأثيرات التهجير القسري على الهويات القومية للشباب السوريين اللاجئين في بيروت وبرلين وإسطنبول، استنادًا بشكل أساسي إلى العمل الميداني والمقابلات. كما يسلط هذا المقال الضوء على تبعات الكراهية العنصرية في لبنان، والمتجذرة بعمق في الأيديولوجيات القومية، على تصورات السوريين عن جنسيتهم وهويتهم في خضم هذه البيئات المعادية.

القومية والإقصاء

يصف إرنست رينان الأمة بأنها «روح، ومبدأ روحي»[12] يوحد مجموعة من البشر الذين يتشاركون «موروثًا ثريًا من الذكريات».[13] ومع ذلك، فإن هذا الإحساس بالهوية يعتمد بشكل جوهري على الاختلاف. فكما يبين إدوارد سعيد في دراساته، «تخص القوميات الناجحة نفسها بالحقيقة بينما تحيل الباطل والدونية إلى الغرباء».[14] في السياق نفسه، يعتقد بيليج بأن «الأمة تنشط دائمًا ضمن سياقات السلطة».[15] وغالبًا ما «تقترن القومية بأحداث الصراع والعنف»[16] التي «تستوجب فرض شكل معين من أشكال الهوية»[17] التي غالبًا ما يتم استبعاد اللاجئين منها بصفتهم «غرباء»، كما يتم تجريدهم من الحقوق التي يتمتع بها المواطنون بسبب «الأسس الإقصائية للدولة».[18]

ارتفاع أعداد السكان النازحين قسرًا خلال العقد الماضي، مع وجود أكثر من 114 مليون لاجئ يعيشون حاليًا في حالة نزوح قسري في جميع أنحاء العالم،[19] أدى لتعميق رهاب الأجانب وإثارة النعرات القومية ضد اللاجئين.[20] ومع بلوغ أعداد المهجرين قسرًا مستويات قياسية، يجد المهاجرون واللاجئون أنفسهم عرضة لتصنيفات عنصرية، إذ يتم التعامل معهم باعتبارهم «الآخر المصنف عرقيًا»، كما يتعرضون لممارسات تمييزية وعنصرية على أساس سمات غير قابلة للتغيير مثل لون البشرة ومكان الولادة.[21] وتؤدي هذه الممارسات غالبًا لانتشار فوبيا الأجانب، والتي يعرفها مايكل هجرم بأنها «موقف سلبي أو خوف من الأفراد أو مجموعات من الأفراد (سواء كانوا موجودين في الواقع أو في مخيلتنا) الذين يختلفون، بطريقة أو بأخرى، عنا أو عن المجموعة/المجموعات التي ننتمي إليها».[22] ومن المهم فهم العلاقة بين كراهية الأجانب والقومية، لأن كراهية الأجانب «تستند إلى ذلك التساؤل عن مدى الارتباط بالأمة ووعودها كحقل بلاغي».[23] لذا، يرى هجرم أن النزعات القومية تؤدي إلى الإحساس بالتفوق على الأمم الأخرى.[24]

بالنسبة للاجئين، غالبًا ما تكون هذه المشاعر أكثر تعقيدًا بسبب إحساسهم بالغربة وعدم الانتماء لأي أمة، أو عجزهم عن العودة إلى وطنهم الأم. وغالبًا ما تحمل الدولة اللاجئين المسئولية عن «جميع إخفاقات النظام الاجتماعي»،[25] كما يتم وصمهم وتجريمهم سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا بسبب القيم الوطنية التي تضع القانون والنظام في المقدمة، والتي تصنفهم على أنهم مصدر تهديد.[26] ويتحمل اللاجئون تبعات ممارسات الازدراء ووصمهم «بالغرباء» الذين «ليس لهم أي حق قانوني على الدولة، وبالتالي فهم عديمو الجنسية».[27] وبغض النظر عن هويتهم أو سلوكهم، فإنهم يظلون، في نظر الدولة ومواطنيها، خارجين عن القانون ومسئولين عن «كل إخفاقات النظام الاجتماعي».[28] وينطبق هذا الوضع بشكل خاص على اللاجئين السوريين في لبنان، الذين لازالوا يتجرعون الويلات بسبب انتشار الكراهية العنصرية، فضلًا عن الواقع التاريخي المشحون بين البلدين، والضغوط الديموغرافية والتوترات السياسية القائمة، والتي زادت الوضع سوءً.

الإطار القومي والخوف من الهيمنة الديموغرافية

تأثرت عملية تشكيل الإطار القومي والاجتماعي في لبنان تأثرًا عميقًا بالسياق التاريخي والديموغرافي للبلاد منذ فترة الانتداب عندما أعلنت فرنسا استقلال البلاد في عام 1941، بعد قيام دولة لبنان الكبير في عام 1920.[29] ولتأسيس الدولة اللبنانية الحديثة، تم توسيع حدود جبل لبنان، «القلب النابض للبنان الكبير»،[30] والذي كانت تقطنه جماعات الموارنة والدروز بشكل رئيسي، ليشمل مناطق ومجموعات عرقية متنوعة، بما في ذلك السنة والشيعة. وتمت صياغة الميثاق الوطني لعام 1943، وهو اتفاق غير مكتوب بين قيادات الشيعة والسنة والموارنة، لتنظيم أسس الحكم وإدارة التنوع الطائفي. وقد عرّف الميثاق لبنان بأنه بلد «ذو وجه عربي ولغة عربية»، و«ذو طابع خاص»،[31] كما وضع الاتفاق أسس نظام سياسي قائم على تقاسم السلطة بين الطوائف المختلفة في البلاد. وقد وضعت هذه المرحلة التاريخية حجر الأساس لبناء الهوية الوطنية اللبنانية استنادًا إلى «هياكل نظام سياسي» «لعلاقات القوة بين الأعراق» على أساس نموذج «توافقي لتشارك السلطة بما يضمن وصول الجماعات الطائفية العديدة في البلاد للسلطة السياسية وموارد الدولة بما يتناسب مع السكان المنتسبين إليها».[32]

تؤثر هذه الديناميكيات على نظرة الشعب اللبناني للاجئين السوريين اليوم، إذ يخشى اللبنانيون المسيحيون، أكثر من أي طائفة أخرى في البلاد، من تبعات وجود اللاجئين السوريين في لبنان. ويتم التعامل مع السوريين، وأغلبهم من السنة، كمصدر «تهديد وجودي»[33] للوضع السياسي القائم واستقرار المسيحيين في لبنان لأن وجودهم يقلب التوازن الديموغرافي في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، فإن تاريخ لبنان مع اللاجئين الفلسطينيين، والذين استقروا في البلاد بعد نكبة عام 1948، ساهم في تنامي النزعة العدائية تجاه الأجانب. فقد استعانت منظمة التحرير الفلسطينية بالدول المجاورة، بما في ذلك لبنان، لشن هجمات ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية، وتمكنت المنظمة من إنشاء جبهة عسكرية داخل دولة ذات سيادة. وقد ساهم عدم الاستقرار الناجم عن هذه التطورات في إشعال فتيل الحرب الأهلية عام 1975،[34] إذ دخل الفلسطينيون والأحزاب السياسية المسيحية في صراع دموي و«قاموا بارتكاب سلسلة من المجازر المروعة ضد المدنيين المنتمين إلى القاعدة العرقية للجماعة المعارضة».[35]

لقد ساهمت حقبة الوصاية السورية على لبنان وصراع الحكومة السورية «من أجل الهيمنة»،[36] خلال الفترة بين عامي 1975 و2005، في احتدام مشاعر الخوف والكراهية تجاه اللاجئين السوريين. وعقب اندلاع الحرب الأهلية، أصبح النظام السوري أحد الجهات الفاعلة التي انخرطت بغرض تقديم الدعم للميليشيات المقاتلة أو ردعها بناءً على مصالحه الجيوسياسية. أدت هذه الحقبة لتكثيف المظالم بحق السوريين، خاصة بعد اغتيال رفيق الحريري، والاتهامات التي وُجهت لنظام الأسد بالضلوع في الجريمة.[37] كما تسبب ذلك في تأجيج «رهاب اللاجئين»[38] في لبنان، إذ يتم التعامل مع اللاجئين السوريين باعتبارهم مصدر تهديد لسيادة أمة ظلت ترزح تحت وطأة الانقسام لعقود، وتكبدت العبء الأكبر لسياسات حكومتها القمعية. وقد ساهمت هذه المرحلة في تشكيل سياسات الأمننة التي انتهجتها الحكومة تجاه السوريين، ومعارضتها للتوطين الدائم ورفضها تصنيف السوريين كلاجئين، وبالتالي التضييق عليهم وحرمانهم من حقوقهم الأساسية.[39]

يرى المؤرخ رينكوسكي أن «الهوية الوطنية في لبنان هي نتاج عملية معقدة –التجربة العامة للدولة، وتجربة الحرب التي تزامنت معها، بالإضافة إلى فشل الإيديولوجيات والقوميات المتنافسة».[40] ولذلك فإن معالم تجربة اللاجئين السوريين في لبنان تشكلت ضمن سياق جملة من النزاعات القومية والصراعات من أجل البقاء و/أو الهيمنة الديموغرافية والسياسية. كذا فإن تدفق ملايين السوريين إلى الحدود اللبنانية أنتج مجموعة من التحديات، حتمت بدورها على القومية اللبنانية التكيف مع واقع جديد، الأمر الذي طرح جملة من التهديدات تمس الهوية القومية وترتيبات تقاسم السلطة، والتي مارست دورًا رئيسيًا في بناء الهوية السياسية للبلاد. وقد استغلت النخب السياسية الخلافات القائمة مع السوريين لتعزيز الشعور بالوحدة وخلق تبريرات للتنصل من مسئولياتهم تجاه الاضطرابات التي تعيشها البلاد. ولعل «قادة الطائفية السياسية في لبنان» هم أبرز من حمل لواء هذه الخطاب، والذي أماط اللثام عن «شكل من أشكال القومية التي ترفض حقوق غير اللبنانيين في البلاد وتستهدف اللاجئين بشكل خاص».[41]

عالقون في طي النسيان: السوريون في لبنان

يعيش في لبنان قرابة 1.5 مليون لاجئ سوري، من بينهم 790 ألفا فقط مسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، ونصفهم دون سن الثامنة عشرة.[42] وبالنسبة لبلد يعاني من أزمة مالية وسياسية حادة، فقد ازداد الوضع سوءً وتفاقمت هشاشة الظروف المعيشية لجميع السكان؛ إذ تشير تقديرات الاتحاد الأوروبي أن حوالي 2.05 مليون لبناني معرضون للخطر بسبب هشاشة وضعهم المعيشي.[43] من ناحية أخرى، يعيش حوالي تسعين بالمئة من السوريين في لبنان في فقر مدقع، ويفتقر ثمانين بالمئة للإقامة القانونية نتيجة قطع الحكومة مع «سياسة الحدود المفتوحة» في عام 2015، ومنع الأمم المتحدة من تسجيل السوريين لديها.[44] وقد تم فرض قيود مجحفة على الحقوق الأساسية للاجئين السوريين والمكفولة بموجب القانون الدولي. وبما أن لبنان لم ينضم إلى اتفاقية عام 1951 الخاصة بشئون اللاجئين، ولا إلى البروتوكول التابع لها الذي أعقبها عام 1967، فقد تم حرمان السوريين من حقهم في الرعاية الطبية والتعليم والعمل.[45]

ومع تدفق السوريين عبر الحدود إلى لبنان على مدار أكثر من عقد، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية، تزايدت الشكاوى ضدهم، وتفاقم رهاب اللاجئين وخطاب الكراهية ضدهم مع مقتل باسكال سليمان، الذي وجدت جثته في سوريا وأعادته السلطات السورية إلى لبنان، الأمر الذي دفع مسئولي القوات اللبنانية للتلميح باحتمالية تورط حزب الله والحكومة السورية.[46] لكن لم يتحمل أي من هذين الطرفين المسئولية عن الحادثة. في ظل هذا الوضع، تحول السوريون العاديون –الذين فروا من هذين الطرفين– لكبش فداء، وصاروا عرضة للاعتداء والتهديد. وتصاعدت حدة الخطاب المعادي للأجانب الذي ينظر للسوريين باعتبارهم مصدر تهديد للقومية والسيادة اللبنانية؛ إذ حرضت القيادات السياسية على مثل هذه الخطابات، ودعت لعمليات ترحيل واتخاذ تدابير صارمة للتضييق على اللاجئين.

ويتضمن ذلك موقف وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، الذي أمر قوات الأمن «بتطبيق القوانين اللبنانية بصرامة على اللاجئين السوريين» ودعا إلى ترحيلهم.[47] كما صرح رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، خلال مؤتمر صحفي أنه «لا يمكن لأمة أن تتحمل عبء أمة أخرى، لا سيما في لبنان، حيث يزداد الوضع الاقتصادي سوءً، مما يجعلنا عرضة لخطر فقدان وطننا».[48] بالإضافة إلى ذلك، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمؤيدي القوات اللبنانية وهم يهاجمون أفرادًا سوريين في الشارع بشكل عشوائي. وتعرض هذه المقاطع عمليات نهب مؤسسات تجارية وشقق سكنية يملكها أو يستأجرها سوريون، وتخريب السيارات التي تحمل لوحات تسجيل سورية. وبعد أيام قليلة من مقتل سليمان، انتشر فيديو آخر يظهر عددًا من الشباب يستقلون دراجات نارية في منطقة برج حمود، التي تقطنها غالبية مسيحية، يستخدمون مكبرات الصوت لمطالبة السوريين بإخلاء جميع المحلات التجارية والمنازل خلال ثماني وأربعين ساعة،[49] بينما فرضت البلديات حظر التجول وأغلقت شركات ومحلات تجارية تعود ملكيتها لسوريين.

وحتى قبل مقتل سليمان، دأب المسئولون اللبنانيون على تصوير السوريين على أنهم مصدر تهديد. نشير في هذا الإطار لموقف وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام، الذي صرح في أوائل أبريل 2024 بأنه يجب على الحكومة اللبنانية «إعلان حالة الطوارئ» للحد من نزوح السوريين،[50] مع تصاعد حملات التضييق والملاحقة على اللاجئين السوريين في لبنان. استمرت هذه الحملات العدائية لسنوات، وتعرض السوريون خلالها لموجة من الاعتداءات العنصرية، بما في ذلك الضرب العشوائي في الشوارع وحظر التجول الذي تفرضه البلديات المحلية.[51] واجتاحت هذه الموجة وسائل الإعلام والقنوات الإخبارية اللبنانية، وتم إطلاق حملة تستهدف السوريين تحت شعار «تراجعوا عن الضرر، قبل فوات الأوان».[52] تصور مثل هذه الإعلانات اللاجئين السوريين على أنهم غزاة، وليسوا أشخاصًا فروا من الحرب. وعلى ما يبدو، فإن ممارسات الحكومة اللبنانية وشعبها لازالت مشحونة بمزيج من الخوف والكراهية، إذ يتم توجيه أصابع الاتهام نحو اللاجئين السوريين وتحميلهم مسئولية الاضطرابات الاقتصادية والسياسية في البلاد. كما يعكس هذا الموقف خوفًا دفينًا من إمكانية قلب المعادلة الديموغرافية. ومن الواضح أن هذا الموقف مستوحى من إطار وطني يهدف لموازنة القوى بناء على الديناميكيات الاجتماعية والسياسية في لبنان؛ إلا أن تواجد السوريين يعرقل –دون قصد– هذا المسار.

مواجهة القوالب النمطية وكراهية الأجانب

في كتابه «بشرة سوداء، أقنعة بيضاء»، يقدم فرانتز فانون تحليلًا نفسيًا ودراسة سريرية للمشروع الاستعماري واللقاء مع الرجل الأبيض. ويرى فانون أنه نتيجة لاستغلال القوى الاستعمارية لديناميكيات القوة وتوظيفها للصراع العرقي، تولدت لدى المستَعمَر عقدة الشعور بالنقص والدونية من خلال استبطان الأيديولوجيات الاستعمارية وتصوراتها عنهم. وفي حين أن هذه الدراسة تبلورت في سياق الصراع الكولونيالي، يرى فانون أن «جميع أشكال الاستغلال تشبه بعضها البعض» وأن «العنصرية الاستعمارية لا تختلف عن أي شكل من أشكال العنصرية الأخرى».[53] لذلك، مثلما يعيد الاستعمار إنتاج ديناميكيات القوة على أساس التقسيم العرقي؛ فإن القومية تعيد إنتاج ديناميكيات القوة على أساس التقسيم الثنائي بين «المواطنين» وأولئك الذين لا ينتمون إلى هذه الفئة.

إن تطبيق مقاربة فانون لفهم تجربة اللاجئين السوريين في لبنان يكشف عن ديناميكيات مماثلة للدونية المستبطنة والصراع الهوياتي، خاصةً في ظل تعرض السوريين لاعتداءات جسدية ولفظية بسبب جنسيتهم. كما يستبطن اللاجئون مشاعر وتصورات ذاتية للدونية نابعة عن ديناميكيات قوة غير متكافئة ومتجذرة في مفاهيم القومية والعرق والإثنية.[54] بالإضافة إلى ذلك، فإن تعرض اللاجئين لمواقف عدائية وخطابات الكراهية وحملات التشويه بسبب هويتهم الوطنية، يؤثر حتمًا على تصورهم لهويتهم الذاتية. وهو ما يتجلى في الشهادات التي أدلى بها العديد من السوريين الذين شاركوا في الدراسة التي أجريتها كجزء من بحث رسالة الدكتوراه في بيروت، والذين عبروا من مزيج من المشاعر العدائية والمتناقضة باتجاه وطنهم الأم سوريا نتيجة لتجاربهم المريرة ومعاناتهم اليومية في لبنان بسبب هويتهم الوطنية المنبوذة والقوالب الإثنية التي كبلتهم، ما جعل إمكانية الشعور بالانتماء لأحد البلدين أمرًا في غاية الصعوبة.

وقد صورت الشابة السورية ريتا الجندي التي تقيم في بيروت هذه الظاهرة على نحو بليغ، وذلك بعد مقتل سليمان:[55]

كان قد بقي يوم واحد على الإخلاء المزعوم، وكنت قد فقدتُ أي إحساس بالأمان وتملكني السواد تمامًا، تجولت في البيت الذي أعيش فيه كغريبة، غاضبة من نفسي ومن كوني سورية؛ من خياراتي وعجزي عن التحكم بمصيري، ومن الذكريات القاسية التي صارت قدرًا مكتوبًا. غضبتُ لأنني سأكون مضطرة لترك دراستي مجددًا إذا ساءت الأمور، أو حتى العيش مع هذه الأوهام والوساوس كل يوم.

ومن خلال دراسة تأثير رهاب الأجانب على المهاجرين اللاتينيين المراهقين في الولايات المتحدة، توصل فوس وآخرون لحقيقة مفادها أن كراهية الأجانب تؤثر بشكل كبير على «الضغوطات الثقافية – cultural stressors» للشباب المهاجرين، وهي «صعوبات يواجهها الفرد كنتيجة مباشرة لخلفيته العرقية أو الوطنية».[56] ويرى هؤلاء الباحثون أن الضغوطات الثقافية لها تأثير كبير على المراهقين، الذين هم في طور بناء هوياتهم الشخصية والثقافية؛ لذا عندما يتم وصم المراهقين باستمرار بسبب انتمائهم العرقي، فإن هذا يؤثر سلبًا على كيفية إدراكهم لذواتهم ولمجموعتهم العرقية.[57] وتعكس هذه العملية تصور فانون للاستبطان، حيث ينظر الأفراد إلى ذواتهم من خلال عدسة الصورة الراكدة والعنصرية التي يفرضها عليهم أصحاب السلطة.

يجبر الاستبطان الأفراد على تبني أساليب مختلفة للتكيف مع التصورات السلبية. وفي دراسة أجرتها بيجوم ديريلي حول تجارب الشباب السوري الذين التحقوا بمؤسسات التعليم العالي في مدينة غازي عنتاب بتركيا، تسلط الباحثة الضوء على مثل هذه الديناميكيات. إذ ترى ديريلي أنه برغم أن الالتحاق بمؤسسة جامعية يعزز الشعور بالانتماء لدى الشباب السوري؛ إلا أن الصور النمطية المحلية القائمة في الحرم الجامعي لها نتائج عكسية على شعورهم بالانتماء للمكان.[58] وكردة فعل على التهميش الذي يتعرضون له، يستخدم هؤلاء الشباب استراتيجيات للتعامل مع بيئاتهم المسيسة. فعلى سبيل المثال، يستخدمون بطاقات هوية الطالب الخاصة بهم للاستفادة من بعض الخدمات خارج الحرم الجامعي، مثل خصومات الطلاب على وسائل النقل والإقامة، وتحسين إمكانية التنقل، وكذلك للاستظهار بها عند الحاجة كبطاقة هوية بديلة لبطاقات الحماية المؤقتة، والتي غالبًا ما تثير ردود فعل سلبية.

تقدم ديريلي مثالًا آخر لطالبة سورية تبلغ من العمر تسعة عشر عامًا تحمل كتبًا جامعية أثناء استخدام وسائل النقل العام «لحماية نفسها من الأحكام المسبقة ولتحفيز المواقف الإيجابية تجاهها»،[59] إذ تشير الكتب إلى وضعها التعليمي –وهي هوية تختلف عن القوالب النمطية المحلية بشأن اللاجئين السوريين، والتي غالبًا ما تصورهم على أنهم غير متحضرين وغير متعلمين. إن هذا الجهد المبذول لتجنب الظهور أو التصرف أو حتى التلميح بأنها «سورية» مشابه لممارسات العديد من السوريين الذي شاركوا في المقابلات التي أجريتها ضمن بحث رسالة الدكتوراه في بيروت؛ إذ عبر المشاركون عن حرصهم الدائم على تغيير طريقة ارتداء ملابسهم لتجنب «الظهور بمظهر سوري». على سبيل المثال، يتجنب بعض الرجال ارتداء القبعات حتى لا يبدون وكأنهم «عمال لاجئون سوريون»، أو يعمدون لقص لحاهم مثلما يفعل المواطنون اللبنانيون. فيما أشارت العديد من الشابات السوريات لأنهن اضطررن لتغيير أسلوب لباسهن بالكامل، بما في ذلك حجابهن؛ من أجل الاندماج في المجتمع المحلي.

يعكس هذا السلوك شكلًا من أشكال استبطان هذه الصور النمطية، نابعًا من الضرورة. وكغيرهم من اللاجئين، يخوض اللاجئون السوريون صراعًا لانهاية له من أجل الشعور بالانتماء، ويحاولون دائمًا التأقلم مع لعنة كونهم غرباء. وقد تطرقت الجندي إلى هذا الصراع حين كتبت في مقالتها: «كمْ تمنيتُ لو أنني خفّفتُ من لهجتي الثقيلة أو تخليت عنها نهائيًا، وحفظت بعض الردود الأساسية باللهجة اللبنانية أو بعض المفردات الفرنسية أو الإنجليزية دون لكنة تصبغها».[60]

خاتمة

تعكس محنة اللاجئين السوريين في لبنان عمق الأثر التدميري لكراهية الأجانب، والتي تتغذى بدورها على القومية، في بلد يتواصل فيه النضال من أجل بناء هوية وطنية موحدة. بالإضافة إلى ذلك، أدى تفاقم الأزمة الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسي لتأجيج مشاعر الكراهية والعداء تجاه السوريين من جانب العديد من المواطنين والسياسيين اللبنانيين، إذ جرى تحميل السوريين المسئولية عن الأزمات الوطنية واعتبارهم مصدر تهديد ديموغرافي. هذا العداء هو نتاج تاريخ مشحون بين لبنان واللاجئين من جهة، والدولة السورية من جهة أخرى. كما تنبثق هذه الموجة عن سياق ديموغرافي يتسم بتزايد المخاوف من أن تسفر التحولات السكانية واختلال التوازن السياسي عن تفاقم التوترات القائمة. وعلى ما يبدو، فإن وجود اللاجئين السوريين في لبنان يؤدي لتدهور حالة عدم الاستقرار، والتي ظلت تعصف بالبلاد لعقود.

إن فكرة التجانس داخل الجسم السياسي سرعان ما تتلاشى مع تدفق المهاجرين إلى دولة ما وبروز الاختلافات العرقية واللغوية والدينية والثقافية.[61] وتؤدي كراهية الأجانب، وهي شكل من أشكال صناعة «الأخر» بالاستناد إلى إيديولوجيا قومية، لأتفاقم هذه الفجوة، مما يؤدي بدوره لعزل اللاجئين في جميع أنحاء العالم، وتعميق إحساسهم بالغربة. إن الممارسات العنصرية والتمييز العنصري الذي يعاني منه اللاجئون بسبب جنسيتهم و/أو عرقهم و/أو انتمائهم الإثني غالبًا ما يسفر عن استبطان هذه الفئة –وخاصة الشباب– للصور النمطية السلبية، وتحفيز آليات لتكييف هوياتهم مع الواقع استجابةً لموجة الكراهية التي يواجهونها. وبالنسبة للسوريين في لبنان، تتمخض عن هذه العملية، والتي تتجسد في تغيير طريقة اللباس أو محاولة تغيير اللهجة السورية على سبيل المثال، تأثيرات عميقة على تصور اللاجئين لذواتهم وشعورهم بالانتماء.

إن النظرة السلبية تجاه اللاجئين والتعامل معهم على أنهم «الآخر» المنبوذ يؤدي لتقويض هويتهم الوطنية وتقديرهم لذواتهم، وهو ما يجعلهم في صراع مستمر لخلق التوافق المنشود بين تراثهم السوري وتجربة الرفض والإقصاء التي يعيشونها في لبنان وأماكن لجوء أخرى. وفي خضم هذه التناقضات بين الرغبة في الانتماء والإحساس بالاغتراب، فضلًا عن تحديات صناعة الهوية، تبرز حاجة ملحة لمزيد من البحث المعمق لفهم عمليات الاستبطان المعقدة وتأثيراتها العميقة على السوريين في المنفى، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار ثمار حملات التضامن والدعم التي يقوم بها العديد من المواطنين اللبنانيين.

هذا المقال كتب في الأصل باللغة الانجليزية لرواق عربي.

[1] مصارع، عمار (2024). حماية اللاجئين السوريين في لبنان. واشنطن: معهد واشنطن، 8 مايو، تاريخ الاطلاع 20 مايو 2024، https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/protecting-syrian-refugees-lebanon.
[2] كيكانو، فاتن وفوفو، غابرييل وليزارلدي، غونزالو (2021). سياسات الإقصاء: اللاجئون السوريون في لبنان (Policies of Exclusion: The Case of Syrian Refugees in Lebanon). مجلة دراسات اللاجئين، 34 (1)، https://doi.org/10.1093/jrs/feaa058.
[3] كريستو، ويليام (2024). مقتل سياسي من القوات اللبنانية يثير موجة غضب ضد السوريين (Killing of Lebanese Forces Politician Sparks Fury on Syrians). العربي الجديد، 9 أبريل. تاريخ الاطلاع 30 أبريل 2024، https://www.newarab.com/news/killing-lebanese-forces-politician-sparks-fury-syrians.
[4] أندرسون، بنديكت (2006). الجماعات المتخيلة: تأملات في أصل القومية وانتشارها (Imagined Communities: Reflections on the Origin and Spread of Nationalism). لندن: فيرسو، ص6.
[5] المصدر السابق، ص 7.
[6] إيرز، ليور (2020). القومية الليبرالية والهجرة ومشكلة الهويات الوطنية المتعددة. مراجعة نقدية للفلسفة الاجتماعية والسياسية الدولية (Liberal Nationalism, Immigration, and the Problem of Multiple National Identities, Critical Review of International Social and Political Philosophy)، 23 (4)، https://doi.org/10.1080/13698230.2018.1479816.
[7] بيليج، مايكل (1995). ص 28.
[8] هجيرم، ميكائيل (2001). التعليم ورهاب الأجانب والقومية: تحليل مقارن. مجلة الدراسات العرقية والهجرة 27 (1)، ص 47، https://doi.org/10.1080/13691830124482.
[9] كيالب، ديليك (2022). الهويات العابرة للحدود الوطنية في السياق الكندي: الشباب اللاجئون الأكراد كفاعلين ومواطنين (Transnational Identities in the Canadian Context: Kurdish Refugee Youth as Actors and Citizens). العرق، الإثنية والتعليم 25، (6(، https://doi.org/10.1080/13613324.2020.1718081.
[10] الحلبي، نور (2022). الضيافة الجذرية: السياسة الأمريكية والإعلام والهجرة. نيوجيرسي: مطبعة جامعة روتجرز، https://doi.org/10.36019/9781978827752.
[11] فانون، فرانتز (2008). بشرة سوداء، أقنعة بيضاء (Black Skin, White Masks). لندن: مطبعة بلوتو.
[12] رينان، إرنست (1990). ما هي الأمة (What Is a Nation). في هومي بهابها (محرر)، الأمة والسرد. لندن ونيويورك: روتليدج، ص 19.
[13] المصدر السابق.
[14] سعيد، إدوارد (2001). تأملات في المنفى ومقالات أخرى (Reflections on Exile and Other Essays). كامبريدج: مطبعة جامعة هارفارد، 182-183.
[15] بيليج، مايكل (1995). القومية المبتذلة (Banal Nationalism). لندن: سايج، ص 4.
[16] المصدر السابق، ص 27.
[17] المصدر السابق.
[18] كيالب، ديليك (2022). الهويات العابرة للحدود الوطنية في السياق الكندي. ص799.
[19] الأمم المتحدة (2023). أكثر من 114 مليون نازح بسبب الحرب والعنف في جميع أنحاء العالم. أخبار الأمم المتحدة، 25 أكتوبر. تاريخ الاطلاع 10 مايو 2024، https://news.un.org/en/story/2023/10/1142827.
[20] روش، كاثلين وستريتويزر، برناهارد وشوارتز، سيث (2022). دعوة لتقديم أوراق بحثية عن الشباب المهاجرين واللاجئين في ظل تصاعد كراهية الأجانب والقومية في العالم. المجلة الدولية للعلاقات بين الثقافات، 90، https://doi.org/10.1016/j.ijintrel.2021.10.001.
[21] الحلبي، نور (2022). الضيافة الجذرية. ص 8.
[22] هجيرم، ميكائيل (2001). ص 47.
[23] موبوتسا، داناي وكروتزفيلدت، دوروثي (2016). كراهية الأجانب والقومية وأساليب الاختلاف (Xenophobia, Nationalism and Techniques of Difference). الأجندة 30 (2)، ص 14، https://doi.org/10.1080/10130950.2016.1227542.
[24] هجيرم، ميكائيل (2001). ص 47.
[25] كيالب، ديليك (2022). ص779.
[26]المصدر السابق.
[27] المصدر السابق.
[28] المصدر السابق.
[29] رينكوفسكي، موروس (1997). الهوية الوطنية في لبنان منذ 1990 (National Identity in Lebanon since 1990). الشرق، 38 (3)، ص 499.
[30] المصدر السابق.
[31] المصدر السابق.
[32] سيلسكي، سام (2024). تشويه سمعة الديمقراطية: كيف تأجج المنافسة الانتخابية كراهية الأجانب في لبنان. الدراسات الانتخابية، 88، ص 3، https://doi.org/10.1016/j.electstud.2024.102770.
[33] أنوتي، هاني وإينا، أنتيا (2023). عدم الاستقرار الاجتماعي في سياق الدولة الهشة: استكشاف الديناميكيات بين اللاجئين السوريين والمجتمع اللبناني المضيف في لبنان (Social Instability in Fragile State Context: Exploring the Dynamics Between Syrian Refugees and the Lebanese Host Community in Lebanon). مراجعة معاصرة للشرق الأوسط، 10 (4)، ص 366، https://doi.org/10.1177/23477989231198328.
[34] المصدر السابق.
[35] سيلسكي، سام (2024). تشويه سمعة الديمقراطية. ص 4.
[36] رينكوفسكي، موروس (1997). الهوية الوطنية في لبنان منذ 1990. ص 500.
[37] عيتاني، فيصل (2023). اغتيال الحريري والثورة التي لم تكن (The Hariri Assassination and the Revolution that never Was). مجلة نيو لاينز، 14 فبراير، تاريخ الاطلاع 15 أبريل 2024، https://newlinesmag.com/first-person/the-hariri-assassination-and-the-revolution-that-never-was/.
[38] أنوتي، هاني وإينا، أنتيا (2023). عدم الاستقرار الاجتماعي في سياق الدولة الهشة. ص 361.
[39] المصدر السابق، ص 367.
[40] رينكوفسكي، موروس (1997). ص 512.
[41] رون، آن كيرستين (2022). هل تستطيع الوحدة الوطنية علاج الانقسام الطائفي؟ المزالق المحتملة للخطابات الاحتجاجية القومية (Can National Unity Cure Sectarian Division? The Potential Pitfalls of Nationalist Protest Discourses). مركز السياسة الخارجية، الفقرة 8، 19 يوليو. تاريخ الاطلاع 15 أبريل 2024، https://fpc.org.uk/can-national-unity-cure-sectarian-division-the-potential-pitfalls-of-nationalist-protest-discourses/.
[42] المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين (2024). لمحة عن لبنان (Lebanon at a Glance). تاريخ الاطلاع 1 مايو 2024، https://shorturl.at/Xo.
[43] المفوضية الأوروبية (2024). عمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية الأوروبية، لبنان (European Civil Protection and Humanitarian Aid Operations). تاريخ الاطلاع 10 أبريل 2024، https://civil-protection-humanitarian-aid.ec.europa.eu/where/middle-east-and-northern-africa/lebanon_en.
[44] كاراسابان، عمر وشاه، سجاد (2021). لماذا يشكل اللاجئون السوريون في لبنان أزمة داخل أزمة (Why Syrian Refugees in Lebanon Are a Crisis within a Crisis). معهد بروكينغز، 15 أبريل. تاريخ الاطلاع 15 أبريل 2024،
https://www.brookings.edu/blog/future-development/2021/04/15/why-syrian-refugees-in-lebanon-are-a-crisis-within-a-crisis/.
[45] يحيى، مها وقصير، جان والحريري، خليل (2018). إطار السياسات للاجئين في لبنان والأردن – أصوات غير مسموعة: ما يحتاجه اللاجئون السوريون للعودة إلى ديارهم (Policy Framework for Refugees in Lebanon and Jordan – Unheard Voices: What Syrian Refugees Need to Return Home). مركز كارنيغي للشرق الأوسط، 16 أبريل، تاريخ الاطلاع 16 أبريل 2024، https://carnegieendowment.org/research/2018/04/unheard-voices-what-syrian-refugees-need-to-return-home?lang=en.
[46] حجازي، صلاح (2024). ما نفعله وما لا نعرفه عن مقتل باسكال سليمان (What We Do and Don’t Know about the Murder of Pascal Sleiman). الشرق اليوم، 9 أبريل. تاريخ الاطلاع 9 أبريل 2024،https://today.lorientlejour.com/article/1409814/what-we-do-and-dont-know-about-the-murder-of-pascal-sleiman.html.
[47] تيلو، عنان (2024). لماذا يواجه النازحون السوريون في لبنان معضلة مؤلمة وسط تصاعد العداء (Why Displaced Syrians in Lebanon Face an Agonizing Dilemma amid Mounting Hostility). عرب نيوز، 18 أبريل. تاريخ الاطلاع 10 أبريل 2024، https://www.arabnews.com/node/2494941/middle-east.
[48] العرب ويكلي (2024). جعجع يحذر من وجود اللاجئين السوريين في لبنان (Geagea Warns Against Presence of Syrians Refugees in Lebanon). تاريخ الاطلاع 30 أبريل 2024، https://thearabweekly.com/geagea-warns-against-presence-.syrians-refugees-lebanon.
[49] نيلسون، ماتيو (2024). الخوف يسيطر على المجتمعات السورية مع تصاعد العنف في لبنان (Fear Grips Syrian Communities as Violence Surges in Lebanon). سوريا على طول، 23 أبريل. تاريخ الاطلاع 17 أبريل 2024، https://syriadirect.org/fear-grips-syrian-communities-as-violence-surges-in-lebanon/.
[50] تيلو، عنان (2024). لماذا يواجه النازحون السوريون في لبنان معضلة مؤلمة وسط تصاعد العداء.
[51] عرب نيوز (2022). هيئة الأمم المتحدة تقول إن العنف ضد السوريين في لبنان يتصاعد (UN Body Says Violence Against Syrians in Lebanon on the Rise). 29يوليو. تاريخ الاطلاع 20 أبريل 2024،  https://www.arabnews.com/node/2131981/%7B%7B.
[52] كريستو، ويليام (2024). مقتل سياسي من القوات اللبنانية يثير موجة غضب ضد السوريين.
[53] فانون، فرانتز (2008). بشرة سوداء، أقنعة بيضاء (Black Skin, White Masks)، ص 65.
[54] روش، كاثلين وستريتويزر، برناهارد وشوارتز، سيث (2022). دعوة لتقديم أوراق بحثية عن الشباب المهاجرين واللاجئين في ظل تصاعد كراهية الأجانب والقومية في العالم (A Call for Research on Immigrant and Refugee Youth amidst the Global Rise in Xenophobia and Nationalism); فوس، ساسكيا وشرادر، شو هي وألفاريز، فانيسا وميكا، ألان، وانجر، جنيفر وبرون، ايريك وزلدون، انغريد وسوتو، دانيال وشوارتز، سث (2021). التوتر الثقافي في عصر كراهية الأجانب الجماعية: وجهات نظر المراهقين اللاتينيين (Cultural Stress in the Age of Mass Xenophobia: Perspectives from Latin/o Adolescents). المجلة الدولية للعلاقات بين الثقافات، 80، https://doi.org/10.1016/j.ijintrel.2020.11.011.
[55] الجندي، ريتا (2024). زهَّرَ عمري في بيروت، فخُذهُ صور من يومياتٍ سوريّة في لبنان. الجمهورية، 13 مايو. تاريخ الاطلاع 15 مايو 2024، .https://rb.gy/2j8zje.
[56] فوس وآخرون (2021). التوتر الثقافي في عصر كراهية الأجانب الجماعية، ص 218.
[57] المصدر السابق، ص 219.
[58] ديريلي، بيجوم (2022). الانتماء من خلال التعليم العالي: حالة الشباب السوري في تركيا. مجلة دراسات اللاجئين، 35 (1)، ص 198، https://doi.org/10.1093/jrs/feab055.
[59] المصدر السابق، ص 213.
[60] الجندي، ريتا (2024).
[61] الحلبي، نور (2022).

Read this post in: English

اظهر المزيد

سيما الدردري

مرشحة للحصول على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية بجامعة سانت أندروز، ويركز بحثها على الشباب السوريين اللاجئين. وقد حصلت على الماجيستير في الدراسات العربية من جامعة جورج تاون، بالإضافة إلى الماجيستير في الصراع والحوكمة والتنمية الدولية من جامعة إيست آنجليا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى