يُقال إن “تسونامي الإلحاد” يجتاح ويغمر البلاد العربية، وهو الأمر الذي يثير غضب وخوف المؤسسات الدينية وشرائح كبيرة من وسائل الإعلام التي تُشكِّل الاتجاه السائد. في هذا الإطار، ذهبت المملكة العربية السعودية، حيث تُواجه “الردة” بالإعدام، إلى حد التذرع بلغة الحرب على الإرهاب، وقامت بتصنيف الإلحاد كأحد أشكال الإرهاب. فيما أعلن الأزهر، أحد أبرز المراكز القيادية في العالم للتعليم الإسلامي، حربًا عقائدية على الإلحاد، وأطلق مبادرات لمكافحة انتشار اللادينية.
تتعدد بواعث هذا الهلع؛ فالمؤسسات الدينية وبعض الدول تستند شرعيتها –جزئيًا على الأقل– إلى أسس دينية؛ ما يجعل المواطنين الذين يهجرون إيمانهم يقوّضون سلطتهم، ويحولهم لنوع من التمرد ومقاومة السلطوية، حتى في حال لم ينشطوا سياسيًا واحتفظوا بمعتقداتهم في إطار المجال الخاص أو أبقوها طي الكتمان.
فضلًا عن ذلك، فإن الصورة الذاتية السائدة للعديد من البلدان في المنطقة أن مجتمعاتها تتسم بالورع وخشية الله، وهو ما يجعل وجود أقلية معتبرة من غير المؤمنين في تلك المجتمعات؛ يربك ويقلب هذه الصورة النمطية لمن يشكِّل عضوًا “حقيقيًا” و”أصليًا” في المجتمع.
بالإضافة إلى ذلك، يشعر المحافظون دينيًا ومجتمعيًا بالاستياء إزاء الكيفية التي يعبر بها الملحدون عن رفضهم وانتقادهم لأعز وأقدس معتقداتهم، ولكنهم في المقابل لا يشعرون بوخز الضمير وهم يكيلون الإهانات ضد الملحدين، وغالبًا ما يحقرّون من شأن الإلحاد ويعتبرونه اضطرابًا نفسيًّا أو حتى طائفة شيطانية.
ويتناقض هذا المقت والخوف غير المتكافئين والمبالغ فيهما بشكل صارخ مع واقع الملحدين، الذين يُشكلون واحدة من الأقليات الأكثر تهميشًا في المنطقة، وفي أفضل الأحوال يتم التسامح معهم على مضض، بينما في أسوأها يتم اضطهادهم بشكل مكثّف، أحيانًا من قِبَل الدولة، وأحيانًا أخرى من قِبَل المجتمع، وغالبًا من كليهما.
من جانبهم، تتزايد أعداد الملحدين الذين يكشفون عن هويتهم، معبرين عن أنفسهم بشكل حازم، ومطالبين المجتمع بقبولهم وحماية حقوقهم في التعبير بحرية عن آرائهم وحماية أمنهم وسلامتهم.
الإلحاد في وقت الذروة
مؤخرًا قام مقدم البرامج التليفزيونية اللبناني طوني خليفة باستهداف الملحدين؛ حيث قال في إحدى حلقات برنامجه على شاشة قناة الجديد “إنك تكون ملحد أنت حر، الله بيحاسبك. لكن لا، إنك تكون ملحد وفوق هذا تتنكت على أنبيائنا ومقدساتنا وقديسينا وتستعمل عبارات حقيرة مثلك ما راح نسمح لك”.[1]
من غير الواضح بالضبط ما الذي أثار سخط خليفة. وبالرغم من ذلك، فهناك قرائن يمكن أن تساعدنا على الفهم، وذلك حين أدار مقدم البرامج اللبناني، في 2014 مناظرة بين اثنين من غير المؤمنين واثنين من رجال الدين، وتملّك حينها خليفة ورجلي الدين شعورًا عارمًا بالاستياء من الانتقادات العقلانية للدين التي طرحها المشككون.
في أكتوبر 2014، استضاف طوني خليفة مناظرة تليفزيونية على قناة مصرية خاصة (القاهرة والناس)، وحصدت تلك المناظرة مشاهدات تجاوزت اثنين مليون مشاهدة على موقع يوتيوب.[2] إلى جانب من الطاولة جلس أحمد (لم يُذكر اسمه بالكامل خلال المناظرة)، وهو الملحد المتشدد الذي بدأ حياته سلفيًا متشددًا، وإلى جانبه كريم (أيضًا لم يُذكر اسمه بالكامل خلال المناظرة)، والذي نشأ مسيحيًا لكنه هجر ديانته، أولًا من أجل الإلحاد، ثم من أجل إيمان غامض بالمسيح، ولكن ليس بالكتاب المقدس، وذلك بعد مشاهدته للمسيح في رؤيا. في الجانب المقابل من الطاولة، جلس شيخ أزهري إلى جانب قس قبطي.
للوهلة الأولى قد تبدو الرحلة من الأصولية الإسلامية إلى الإلحاد غريبة، لكن لا يمكن القول إنها استثنائية؛ أحد الأمثلة الجديدة التي حظيت باهتمام شعبي بالغ، هي قضية نهى محمود سالم. وهي طبيبة تحت التمرين، نشأت في أسرة متدينة وتزوجت بشخص سلفي وارتدت النقاب، إلا أن صفع زوجها لها على وجهها، ودفاع والدها عن حقه في ذلك؛ دفعها للتساؤل حول دينها والخوض عميقًا في تعاليمه المختلفة، وحطم ما اكتشفته أسس إيمانها، بما في ذلك الجوانب الروحية التي كانت تجد فيها العزاء، مثل مفهوم الروح. وقالت نهى في إحدى المقابلات “الإنسان عبارة عن سلسلة من الخلايا التي تحتوي على الحمض النووي وتولد وتتقدم في العمر ثم تموت” وأضافت “بعد الموت يكون الأمر مثل قبل الوجود: ببساطة لا شيء”.[3]
قوة حرية الفكر
هناك قناعة لدى المؤسسة الإسلامية بأن الإلحاد هو رد فعل على الصورة المشوهة للإسلام التي كرّستها الأصولية والتطرف والإرهاب. وفي بعض الحالات هكذا تبدأ عملية التحول، ولكن ليس بالطريقة التي يعتقدونها. على سبيل المثال، الشاب العراقي الذي شاهد وعايش الاضطهاد الذي مارسته الدولة الإسلامية انتهى إلى التخلي عن إيمانه، إلا أن هذا الشاب لم يكن مسلمًا بل مسيحيًا. قال الشاب في مقابلة “كانت هناك العديد من الأسئلة التي تدور بذهني بالفعل حول المسيحية، بدأت بالتفكير فيها مع ظهور تنظيم الدولة الإسلامية. بعد ذلك بدأت أبحث أكثر. لقد اكتشفت ماهية الدين حقًا”.[4]
وتمثّل حرية السؤال وفرصة التقصي حول هذه الأسئلة عاملًا حيويًا، وهي عملية عقلية كانت مألوفة لدى المعتزلة وآخرين خلال العصر العباسي، وقد تؤدي إما إلى إحياء الإيمان أو التخلي عنه، ولكنها في العراق اليوم باتت تتسم بالخطورة نوعًا ما. ساهمت الموجة الثورية التي بدأت قبل نحو عقد من الزمان، والتي كانت بشائرها تختمر قبل ذلك بنحو عقد آخر، في إتاحة هذه الفرصة؛ حتى عندما كانت الدول العربية تحاول قمع أو تقييد الوصول للمعرفة، وأثبتت أنها كانت مفاجأة للكثيرين من العلمانيين أو المحافظين على حد سواء. “لقد كان الأمر بمثابة انفجار للأفكار بالنسبة لي وأيضًا بالنسبة لمصر: قنوات يوتيوب والمنازعات في برامج التليفزيون. كل شخص كان لديه رأي وحزب”، هذا ما يتذكره سلفي سابق تحول إلى الإلحاد، وقد تعمدت إخفاء هويته؛ لأنه يعيش الآن في المملكة العربية السعودية، حيث يُحظر الإلحاد ويُعرّف بكونه “إرهاب” ومن المحتمل معاقبته بالإعدام. “كإسلامي، تعلمت الكثير عن العلمانية والليبرالية (وأعتقد أن كل مصر بدأت تتعلم عن كل مصر). أنا قارئ نهم، وبدأت أقرأ بهوس عن الدين والإلحاد. كل هذا نتج عنه أنني تخلصت من الدين في 2013”.
هذا يعني أن الطرح حول أن الصورة المشوهة للإسلام التي قدمها المتطرفون الدينيون، مثل الدولة الإسلامية والجماعات الجهادية الأخرى وحتى جماعة الإخوان المسلمين، هي السبب الأساسي في هذا التحول عن الإسلام لا يتسم بالدقة. لذلك فإن المنطق الذي تعتمد عليه حملة الأزهر المثيرة للجدل في مكافحة الإلحاد، بتعليم ما تعتبره الإسلام المعتدل، من غير المحتمل أن ينجح في التأثير على قناعات الملحدين. وشهدت هذه المبادرة، من بين أمور أخرى، قيام علماء أزهريون بتحديد النسبة التي يمكن قبولها من الملحدين والمشككين على مدى سنوات، كما أقاموا أكشاكًا في محطات مترو الأنفاق وفي الأماكن العامة الأخرى للإجابة عن تساؤلات الناس وتقديم صورة غير مشوهة عن دينهم. ولكن حتى باعتراف المؤسسة الكبرى، فإنها تخسر حرب الأفكار: منذ بضع سنوات، زعمت أنه يوجد 866 ملحدًا فحسب في مصر، لكن منذ ذلك الحين تمت مراجعة هذا التقدير ليصبح أكثر قابلية للتصديق بارتفاع الرقم لأكثر من مليوني شخص.[5]
اختبار الإيمان
في الواقع، يصل البعض إلى الإلحاد من بدايات غير متوقعة. من المثير للدهشة أن عددًا لا بأس به من الملحدين الذين أعرفهم وتحدثت معهم في سياق عملي البحثي والصحفي، كان تخليهم عن الإيمان في الواقع، وللمفارقة، نتاج محاولاتهم التعمّق في الدين وفهمه بشكل أفضل. أخبرني الملحد المصري أيمن عبد الفتاح “عندما بدأت دراستي الجامعية في الثمانينيات، أدركت أنني على دراية بالعديد من الأشياء، ما عدا ديني. لذا قررت أن أبحر فيه بتعمّق وأكون خبيرًا به قدر الإمكان”. واعترف عبد الفتاح أن ما تعلمه “كان بمثابة صدمة عمره” على حد تعبيره.
بدلًا من كونه رد فعل إزاء التطرف، فإن البحث والتساؤل غالبًا ما يُثارا بسبب التيار الديني السائد. كثيرًا ما يشير الملحدون الذين التقيتهم وتحدثت إليهم إلى ما يعتبرونه تناقضات في الدين، وليس فقط في التفسير المتطرف له. وأقرّت امرأة شابة طلبت الإشارة إليها باسم مايا –ليس اسمها الحقيقي؛ لأنها تعيش حاليًا في المملكة العربية السعودية– “لقد بدأت في التساؤل والتشكيك بكل ما يحيط بي، غالبًا بسبب اضطهاد النساء في الشرق الأوسط”.
بعد التواصل مع أقرانها من المشككين عبر الإنترنت، قررت مايا نبذ إيمانها، ولكن التغيير بدأ داخليًا فقط، “في البداية ظللت أرتدي الحجاب بينما أصبحت غير مؤمنة، ولكني اتخذت القرار بعد مرور عام: أنا لن أسمح مجددًا لهذا المجتمع الذي أعيش فيه باختيار ما أرتديه”. بالطبع هذا أمر يسهل قوله بينما يصعب تطبيقه في المملكة العربية السعودية المتشددة، حيث ينبغي على مايا أن تُغلّف نفسها بعباءة سوداء عندما تجازف بالخروج.
العواقب التي تمثّل تهديدًا للحياة نتيجة الكشف عن كونك ملحدًا؛ تعني أن الملحدين في المملكة العربية السعودية يجب أن يعيشوا في عزلة وتكتم، وهو ما قد يؤدي لحياة شديدة الانعزال. وتتأمل مايا “أنا منغلقة أكثر من أي وقت مضى”. وتضيف “هذا يجعلني أشعر بالقلق وأنا أجاهد نفسي. أحيانًا أسأل نفسي: ما لو كنت مخطئة وكان الآخرين في الجانب المقابل على صواب؟ هذا الإحساس بالثقة الذي ينتابني حين أكون محاطة بملحدين آخرين أو أناس منفتحين قليلًا، كما هو الحال في مصر على سبيل المثال، يجعلني أرغب في مغادرة هذا البلد في أسرع وقت ممكن”.
مع ذلك، يوجد بالمملكة العربية السعودية تجمع سري إلحادي نابض بالحياة، ويتواصل بشكل أساسي عبر الإنترنت، بالرغم من الجسارة التي يبديها البعض في اللقاء شخصيًا. يقول أحد الملحدين السعوديين “نحن الملحدين لدينا مجموعات ونعقد اجتماعات في العديد من المدن السعودية… إذا حضرتها ستُصدم من العدد ومن فئات المجتمع الممثلة”.[6]
تجريم الازدراء
رفض الشيخ الذي استضافه طوني خليفة آراء الضيف الملحد أحمد معتبرًا إياها “ازدراء” و”وقاحة” و”صفاقة”، وأنهى خليفة المناظرة باعتذار للمشاهدين الذين ربما شعروا بالإهانة. من غير المحتمل أن يكون اختيار خليفة والشيخ للكلمات جاء بمحض الصدفة؛ فازدراء الأديان محظور فعليًا في مصر.
في الواقع، إن الإطار القانوني المصري يعاني من الاستقطاب والارتباك كما هو حال تلك المناظرة. إن الصورة التي تروجها مصر لنفسها هي لبلد فيه “حرية الاعتقاد مطلقة” كما نصّت المادة 64 في الدستور الحالي.[7] وعلى الرغم من ذلك، فإن مصر ترى نفسها أيضًا بلدًا ورعًا من المؤمنين الأتقياء حيث تسبب الإهانات المتصورة للإيمان غضبًا شعبيًا. ما يعنيه هذا أنه بالرغم من أن مصر لا تحظر الإلحاد؛ إلا أن قانونها للعقوبات يجعل بالفعل من التجديف جريمة يعاقب عليها القانون. على سبيل المثال، في السنوات الأخيرة باتت المادة 98 (و)، التي تم تمريرها في الأصل في عام 1981 لحماية الأقليات الدينية، سلاحًا في يد الإسلاميين والدولة لاستهداف المسيحيين والنقاد العلمانيين والملحدين.[8]
أخذ هذ الأساس المنطقي إلى خلاصته غير المنطقية، ساهم في أن حاول البرلمان المصري، الذي يصادق تلقائيًا، أن يستغل فكرة أن الإلحاد في حد ذاته إهانة للدين. خلال دفاعه عن اقتراحه لمشروع قانون يحظر الإلحاد في ديسمبر 2017، قال عمرو حمروش رئيس اللجنة الدينية بالبرلمان: “]الإلحاد[ يجب أن يتم تجريمه وتصنيفه كازدراء للدين؛ لأن الملحدين ليس لديهم مذهب ويحاولون إهانة الأديان الإبراهيمية”.[9] منذ ذلك الحين، يبدو أن مشروع القانون قد تم تعليقه وتركه ليموت في هدوء.
هذا الالتباس ترك الملحدين في وضع محفوف بالمخاطر، تحت رحمة نزوات الأفراد في متاهة مصر والأجهزة الأمنية القوية ومكاتب النائب العام والقضاء. بالنسبة للبعض، هذا يعني أنهم قد تمكنوا بنجاح من الإبحار وسط التذبذب الاجتماعي وألعاب القانون البهلوانية بالبلاد، وتمتعوا بحرية التعبير عن آراءهم الدينية دون مواجهة أي عواقب وخيمة.
بالرغم من ذلك، فإن البعض لم يكن محظوظًا بالقدر الكافي، حتى أنه قد تكرر سقوطهم في براثن هذه المنظومة. تلك كانت حالة شريف جابر. وهو الملحد الشاب الذي عرفته أعين الجمهور للمرة الأولى كطالب في جامعة قناة السويس، وذلك في أعقاب حملة تشويه في عام 2013 نفذها أعضاء بهيئة التدريس الذين لم يوافقوا على آرائه الداعمة للمثلية الجنسية والناقدة للدين. بعد الحكم عليه بتهمة التجديف في 2015، تم إطلاق سراح جابر بكفالة ريثما تتم إعادة المحاكمة. لقد توارى عن الأعين ولكنه رفض بشجاعة أن يتم إسكاته. حيث يدير جابر قناة يوتيوب شعبية مناهضة للدين، وحظيت الفيديوهات التي أنتجها بملايين المشاهدات.[10]
خلال محاولته للفرار من مصر في 2018، ألقي القبض على جابر في المطار. بعد إطلاق سراحه، اختبأ مجددًا حتى يتمكن من تدبير أمر الهروب من البلاد. منذ ذلك الحين تعكس منشوراته على تويتر الضريبة العاطفية والنفسية الضخمة التي تكبدها وأثرّت فيه كمثقف طريد. نشر جابر على تويتر في يوليو 2019 “أشعر بضعف شديد. بخدر شديد. أشعر بالفراغ وكأنني فقدت الحس بالأشياء”. وأضاف “أشعر بذلك الثقل الجاثم فوق صدري ويمنعني من التنفس. لا أستطيع التفكير. أسمع الكثير من الأصوات. ومع ذلك لا يوجد أحد. أفتقد عدم الشعور بالألم”.[11] ومن غير الواضح ما إذا كان جابر لا يزال مقيمًا في مصر أم استطاع الانتقال إلى مكان آخر. ظل حسابه على تويتر صامتًا إزاء الأمر. وفي 14 مارس 2020، نشر على صفحته على إنستجرام صورة لطائرة تقلع[12] دون كتابة تعليق، وصور أخرى تظهره في مواقع لا يبدو أنها في مصر.
القمع والتشهير
هذه النوعية من العداء والغضب في وسائل الإعلام الناطقة بالعربية تجاه الملحدين صارت مألوفة للغاية في السنوات الأخيرة. يقود ذلك الاتجاه بشكل جزئي المذيعين الباحثين عن الإثارة، الذين يرغبون من ناحية في أن يظهروا متسامحين ومنفتحي العقول، بينما على الجانب الآخر يبرزون صورة خادعة تتسم بالتقوى والسمو الأخلاقي.
كانت المناظرة التليفزيونية التي أدارها طوني خليفة معتدلة ومتحضرة، بالمقارنة مع بعض المواجهات التليفزيونية الأخرى التي شارك فيها الملحدون في السنوات الأخيرة. في فبراير 2018، ظهر الملحد محمد نوفل (أشير إليه في البرنامج باسم محمد هشام) على قناة الحدث اليوم المصرية الخاصة. وشرح لي نوفل أسباب مشاركته: “بالأساس، شاركت في هذا البرنامج الحواري للمساهمة في تطبيع ترك الإسلام. السبب الرئيسي الذي حفزني للظهور العلني كان الظلم الذي اختبرته وشهدته طوال حياتي بأكملها”. وأضاف “العديد من الأقليات التي تعيش في بلدان ذات أغلبية مسلمة تعاني من الإجحاف والتمييز، سواء من الدولة أو الشعب، باسم الإسلام”.
ولكن سرعان ما تبددت آمال نوفل في الحصول على فرصة عادلة لسماعه؛ حيث تعرض الملحد الهادئ الحديث إلى المقاطعة المستمرة من المُضيف ورجل الدين. وبدلًا من أن يناقش نائب شيخ الأزهر محمود عاشور، أصل الأنواع مع الملحد الشاب، أصر على سؤال نوفل على خلفيته العائلية، ودونما اكتراث رفض الإلحاد باعتباره اضطرابًا نفسيًا يتطلب العلاج. فيما أعطى مقدم البرنامج محمود عبد الحليم محاضرة مهينة طويلة لنوفل قبل أن يطرده خارج الأستوديو، ناصحًا إياه بالذهاب فورًا إلى مستشفى للأمراض النفسية.[13]
إن المجاز الذي يربط بين الإلحاد والاضطراب العقلي هو أمر شائع بشكل مذهل، وربما ينبع من القناعة بأن الإسلام دين عقلاني وبالتالي فإن الإيمان هو النظام الطبيعي؛ لذا فإن أي شخص كافر إما أنه مختل أو منحرف. يقول محمد البريدي كاتب العمود في صحيفة سعودي جازيت “الملحد العربي عادة ما يكون طفيليًا –شخص يزعم أنه حسن الاطلاع لكنه ليس كذلك وربما ينتحر في نهاية المطاف”. ويضيف “الملحد العربي عادةً ما يكون سكيرًا، وبالقطع فاسد الأخلاق، وبالتأكيد ليس لديه ما يقدمه”.[14]
هناك خرافة أخرى شائعة نوعًا ما حول الملحدين وهي أنهم شيطانيون، وهذا الخيال الخطر يُروج أحيانًا من أشخاص في مواقع السلطة. على سبيل المثال، عندما قامت السلطات بإغلاق ما زعمت أنه “مقهى الملحدين” في القاهرة، ادعى مسئول كبير أن المقهى كان مكانًا “لرقصات وطقوس عبادة الشيطان”، فضلًا عن وجود “لوحات شيطانية في المدخل”.[15]
بات طرد الملحدين من الاستوديو أمرًا معتادًا في قنوات التليفزيون الخاصة المصرية؛ قبل واقعة طرد نوفل بأربع سنوات، قامت ريهام سعيد، مقدمة البرامج التي تعتمد أسلوب الإثارة وتقدم برنامج “صبايا الخير” على قناة النهار المصرية، بطرد نهى محمود سالم الطبيبة السلفية السابقة المذكورة آنفًا.[16]
مثل هذه الإثارة والتحريض والشيطنة في وسائل الإعلام الجماهيرية لها عواقبها في الواقع؛ على سبيل المثال، بدأ محمد نوفل يخشى على سلامته وأمنه في أعقاب ظهوره التليفزيوني، ويتذكر نوفل “لقد تلقيت ردود أفعال شديدة السلبية، معظمها عنيف بطبيعته، وحاولت السيطرة على الأمر لدرجة أنني تظاهرت بكوني مسلمًا؛ لكي أتجنب تهديدات القتل والسجن”. ويضيف موضحًا “تعرضت لاعتداء جسدي من عائلتي، وهُددت بالسجن من قِبَل قريب يعمل ضابطًا للشرطة. كما شاهدت أشخاصًا على مواقع التواصل الاجتماعي يناقشون من ينبغي عليه قتلي: مواطن عشوائي أم الحكومة. كان أمرًا سرياليًا ومخيفًا”.
بمساعدة من حملة موِّلني GoFundMe التي أنشأها نشطاء غربيون؛[17] تمكن نوفل من الفرار إلى أوروبا، حيث طلب اللجوء في ألمانيا. بالرغم من أن نوفل يشعر بالامتنان لأنه وجد ملاذًا آمنًا، ولأنه يعيش في مجتمع يمكنه فيه التعبير عن آرائه بحرية، إلا أن بعض الملحدين العرب الذين فروا من بلدانهم يجدون صعوبة في التأقلم، وينتهي بهم الأمر بالعودة إلى ديارهم، على الرغم من المخاطر المحتملة التي تنطوي عليها عودتهم.
هكذا كان الحال مع اثنين من الملحدين الذين أعرفهم، وقد عادا إلى مصر بعد أن عاشا في أوروبا لسنوات عديدة، فبينما واجه أحدهما دعوى قضائية معلقة ضده، تعرّض الآخر للاضطهاد من عائلته بسبب معتقداته وتوجهه الجنسي، ولكنهما فضّلا انعدام اليقين وفاجعة العودة للحياة في الوطن عن الإحساس بالعزلة والاغتراب الذي شعرا به في الخارج. ويؤكد ذلك التوتر بين الانتماء الفلسفي والاجتماعي، فربما يجد الملحدين العرب أنفسهم ممزقين بين مجتمع متعاطف مع توجهاتهم الفكرية ولكنه مُعادٍ لجذورهم الثقافية، ومجتمع آخر مُعادٍ لأفكارهم ولكنه متعاطف مع خلفيتهم الثقافية.
مكافحة “تسونامي الإلحاد”
توجد قناعة شائعة لدى الأصوات المؤسساتية بأن مصر يجتاحها “تسونامي الإلحاد”، وفقًا لعمرو أديب مقدم البرامج التليفزيونية المصري الصاخب.[18] في تحليلي، بدلًا من مواجهة تسونامي الإلحاد، فإن المجتمع العربي والمصري في الواقع أخفى الملحدين خلف سد من الجهالة المتعمدة، هذا السد يتحطم الآن؛ بفعل القطرات المتسربة عبر الشقوق.
سواء كان ذلك يتم بشكل واعي أو لا شعوريًا، فإن أحد البواعث الكامنة وراء التعامل مع الإلحاد كظاهرة جديدة؛ هو الرغبة في تصويره كشيء دخيل ومستورد من الغرب، وبالتالي فهو زائف ولا يمت للمجتمعات العربية بصلة؛ رغم أن البحث يكشف أن العملية محلية، وإن كانت تستعير بعض الأفكار والمفاهيم من الفكر والفلسفة الغربية.[19] إلى جانب ذلك، فحتى إلقاء نظرة خاطفة على التاريخ من شأنها أن تبدد سريعًا أي أوهام حول أن الإلحاد والشك الديني هو أمر جديد بالنسبة للإسلام. في الواقع، إنه موجود منذ فترة فجر الإسلام ذاته ويمتد حتى القرن الواحد والعشرين.
وكأنه يؤكد تلك النقطة، فإن الشاعر والفيلسوف الوجودي المصري البارز عبد الرحمن بدوي، الذي اصطدم مع جمال عبد الناصر وسجنه معمر القذافي، نشر في عام 1945 تاريخًا موسوعيًا للإلحاد في السياق الإسلامي، وقد وصفه بأنه “من أطرف وأخصب تيارات الإلحاد العالمي في تاريخ الإنسانية الروحي”.[20]
وينزع العلماء المسلمون التقليديون إلى التسامح مع الإلحاد وعدم الإيمان من الناحية اللاهوتية والفكرية، وهذا ما برهن عليه انتشار الملحدين في القرون الأولى للإسلام. علاوةً على ذلك، فإن “الردة” لم تكن محظورة في حد ذاتها، ولكن كان يجب مكافحتها في حالة إعلان “المرتد” الحرب على المجتمع، فقد اعتبرها العلماء بشكل أساسي قضية سياسية وليست لاهوتية. ويرى ابن الهمام، الفقيه وعالم أصول الدين المصري في القرن الخامس عشر، أن “سبب قتل المرتد يكون فقط بغرض إزالة خطر الحرب، وليس بسبب عدم إيمانه”، ويضيف موضحًا “لذلك، فإن وحده المرتد الذي ينخرط بنشاط في حرب هو الذي يجب قتله”.[21]
أمراء المؤمنين
في المملكة العربية السعودية يتم التعامل بقسوة مع أولئك الذين تثبت إدانتهم بالإلحاد أو “الردة”. فقد يتم جلدهم بالسياط دون رحمة أو إعدامهم. على سبيل المثال، في عام 2017 حُكم بالإعدام على رجل، تمت الإشارة إليه في وسائل الإعلام باسم أحمد الشمري، بسبب الزعم بأنه نبذ الإسلام ومحمد على وسائل التواصل الاجتماعي.[22] هذا بسبب القوانين الدينية القاسية للمملكة ولوائحها الأمنية الوحشية التي تم إقرارها في عام 2014، والتي تُعرِّف “الإرهاب” في المادة 1 بأنه: “الدعوة للفكر الإلحادي بأي صورة كانت، أو التشكيك في ثوابت الدين الإسلامي التي قامت عليها هذه البلاد”.[23]
في المملكة العربية السعودية، لا يجب أن تكون ملحدًا ليتم اتهامك وعقابك، غالبًا يكفي ببساطة أن تعارض الدولة أو تنتقد النظام. أحد أبرز الأمثلة على ذلك رائف بدوي، المصلح الليبرالي الذي لم يتخل رسميًا عن دينه، ولكن على الرغم من ذلك حوكم بتهمة “الردة”، وسُجن بتهمة “إهانة الإسلام”، وأدين بجلده 1000 مرة –لحسن الحظ، لم يتم توقيعها بالكامل بسبب الغضب العام الدولي– لتجاسره على إنشاء منتدى على الإنترنت للنقاش السياسي المفتوح.[24]
من الواضح للمتابع الخارجي أن الإلحاد لا يمكن، مهما بلغ الخيال، أن يُعد إرهابًا؛ لكن يبدو أنه يثير الإحساس بالفزع في قلوب النخبة الحاكمة في السعودية. في مقابلة تليفزيونية قال السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي “أي دعوات تتحدى الحكم الإسلامي أو العقيدة الإسلامية تعد دعوات هدامة في المملكة العربية السعودية، وستكون تخريبية وتؤدي إلى الفوضى”. ويضيف “نحن بلد متجانس في قبول الإسلام من قِبَل جميع السكان”.[25]
منذ تأسيس الدولة السعودية الحديثة في عام 1932 على يد عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود (يُعرف أيضًا باسم بن سعود)، زعمت العائلة الملكية أن شرعيتها لا تأتي من أدنى، أي من دعم رعاياها، بل تستمد شرعيتها من السماء، من الإسلام والله؛ بصفتها حامية أقدس المراكز الدينية، ولأنها راعية المذهب الوهابي كما شرحه رجال الدين. في كتابه عن الملحدين العرب، كتب محرر الشرق الأوسط السابق في صحيفة الجارديان بريان ويتاكر: “بالتعبير السعودي، فإن مساواة الإلحاد بالإرهاب لها منطق بالطبع، حيث يشكّل الإلحاد تحديًا لمعظم المبادئ الأساسية للدولة السعودية”، ويضيف موضحًا “لا يمكن للدولة السعودية أن تقبل الإلحاد دون أن تقوم بتغيير الأسس التي قامت عليها”.[26]
كن مؤمنًا ودع غيرك يعيش
بالنظر إلى ندرة الإحصاءات الموثوقة ومخاطر إعلان الإلحاد في بعض البلدان؛ فإنه من المستحيل معرفة على وجه الدقة ما إذا كان هناك ملحدون في منطقة الشرق الأوسط أكثر من ذي قبل. بالرغم من ذلك، فإن الأمر الواضح أن الموجات الثورية التي اجتاحت المنطقة كان لها تأثير مزدوج على الناس. من ناحية، جعلت اللادينيين أكثر انفتاحًا بشأن التعبير عن آرائهم وأكثر حزمًا في مطالبة المجتمع بقبولهم وبحماية حقوقهم، مثلما طالب بذلك العديد من الملحدين في التليفزيون المصري ووسائل الإعلام الأخرى خلال السنوات القليلة الماضية.
في تونس، التي تُعد أكثر البلدان العربية علمانية، برز الملحدين واللادينيين من الظلال للمطالبة بالمساواة الكاملة. جمعية الملحدين التونسيين، الصغيرة ولكن المسموعة، كانت في طليعة هذه الجهود، وتحدثت علانية لدعم الفكر الحر والحق في طرح الأسئلة، بل إنها نظمت احتجاجًا يطالب بالحق في تناول الطعام والشراب في الأماكن العامة خلال نهار شهر رمضان. وكان بعض أعضائها ضحايا هجمات من المتعصبين الإسلاميين.[27]
من ناحية أخرى، أدى ذلك إلى فهم أكبر وقبول لعدم الإيمان بين الناس العاديين. على سبيل المثال، كان هناك مسعى تقدمي لبعض وسائل الإعلام العربية التي اجتهدت في تصوير الملحدين بتعاطف. أحد الأمثلة كانت موقع البديل الإلكتروني، والذي يصف نفسه بأنه “صوت المستضعفين”، حيث أنتج فيلما وثائقيًا منح فيه المساحة والحرية لعدد من الملحدين للتحدث باستفاضة عن معتقداتهم وحياتهم واهتماماتهم ومخاوفهم.[28]
كان ذلك جليًا، على سبيل المثال، في قضية كريم عامر المدون المصري الذي تم سجنه في عام 2007 بسبب إعلانه عن إلحاده. حيث نظّم عدد كبير من المسلمين المؤمنين حملة لإطلاق سراحه. وقال منظمو الحملة “برغم ما قاله كريم عن ديننا؛ فإن حرية الكلام لا تعني التعبير عن الأمور التي توافق عليها. إنها تتضمن النقد”. وتحدوا الرأي العام بالقول “ربما تشعر بالاشمئزاز بسبب ما قاله، أو حتى بالغضب. لا بأس، نحن كذلك! لكننا سندافع بكل قوتنا عن حقه في التعبير عن آرائه؛ لأن هذا حقه الإنساني الأساسي غير القابل للتصرف”.[29]
من مصلحة الفرد والمجتمع ككل، أن تقوم الدول العربية التي لا تزال تحظر وتعاقب على الردة بإنهاء هذه الممارسات غير الإنسانية. إنه أيضًا الوقت المناسب لكي يدرك الذين نصبوا أنفسهم مدافعين عن الإيمان أن الإسلام ومحمد والله ليسوا بحاجة لحراس شخصيين وقتلة.
ونرى أن القبول الرسمي والقانوني لحرية الاعتقاد والضمير لجميع المواطنين على القدر ذاته من الأهمية. ويمثل حذف خانة الانتماء الديني من وثائق الميلاد والهوية حيثما وجدت خطوة كبيرة في هذا الاتجاه، كما هو الحال في تونس. ويجب أيضًا تنقيح الدساتير بإزالة الإشارات للإسلام وللشريعة الإسلامية.
[1] بالفيديو.. الإعلامي طوني خليفة ينفجر غاضبًا على الهواء بسبب ملحد، موقع صحيفة المرصد، تمت الزيارة في 13 مارس 2020.
https://al-marsd.com/435953.html
[2] القاهرة والناس، تم البث للمرة الأولى في 19 أكتوبر 2014. يمكن مشاهدتها على:
https://www.youtube.com/watch?v=dgT3mVluM30
[3] أديب، منير (2013). امرأة سلفية تتحول لملحدة تروي قصتها. إيجبت إندبندنت (بالإنجليزية). 21 أكتوبر. تمت الزيارة في 20 مارس 2020.https://egyptindependent.com/salafi-woman-turned-atheist-recounts-her-journey/
[4] هول، ريتشارد (2018). داعش حوّلت هذا الشاب العراقي المسيحي إلى ملحد، PRI. 17 يناير. (بالإنجليزية). تمت الزيارة في 22 مارس 2020.
https://www.pri.org/stories/2018-01-17/isis-turned-young-iraqi-christian-atheist
[5] عصام الدين، جمال (2019). نواب مصر يدعمون مبادرة الأزهر الجديدة لمحاربة انتشار الإلحاد. الأهرام أونلاين. 17 أبريل. (بالإنجليزية) تمت الزيارة في 22 مارس 2020.
http://english.ahram.org.eg/NewsContent/1/64/330727/Egypt/Politics-/Egypt-MPs-back-AlAzhars-new-initiative-to-fight-sp.aspx
[6] باور، ويليام (2013). مقابلة مع ملحد سعودي، الشرق الأوسط بين يديك. 21 نوفمبر. (بالإنجليزية). تمت الزيارة في 22 مارس 2020.
http://www.yourmiddleeast.com/columns/article/interview-with-a-saudi-atheist_11146
[7] المادة 64: حرية الاعتقاد. دستور مصر 2014.
[8] برسوم، مارينا (2016). قانون مكافحة ازدراء الأديان في مصر: الدفاع عن الدين أم أداة للاضطهاد؟ الأهرام أونلاين. 15 مايو. تمت الزيارة في 15 مارس 2020.
http://english.ahram.org.eg/NewsContent/1/151/216896/Egypt/Features/Egypts-antiblasphemy-law-Defence-of-religion-or-to.aspx.
[9] موقع العربي الجديد (2017). مشرع مصري يسعى لتجريم الإلحاد وسط حالة من الفزع. 24 ديسمبر. تمت الزيارة في 20 مارس 2020.
https://www.alaraby.co.uk/english/news/2017/12/24/egypt-lawmaker-moves-to-criminalise-atheism-amid-moral-panic
[10] القناة متاحة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/channel/UC_CKL5F9i7e9sPnZcxXP3HQ
[11] تغريدة على حساب شريف جابر على موقع تويتر في 14 يوليو 2019:https://twitter.com/SherifGaber/status/1150172194879750144
[12] منشور على حساب شريف جابر على موقع انستجرام في 14 مارس 2020:https://www.instagram.com/p/B9t8pUEAVeD/
[13] قناة الحدث اليوم، تم البث للمرة الأولى في 11 فبراير 2018. يمكن مشاهدتها على:https://www.youtube.com/watch?v=JzKSt1TPYyo
[14] البريدي، محمد (2015). عرب لا يمكنهم حتى أن يُلحدوا بطريقة صحيحة. سعودي جازيت (بالإنجليزية). تمت الزيارة في 21 مارس 2020.
http://saudigazette.com.sa/opinion/local-viewpoint/arabs-cant-even-do-atheism-right
[15] مدى مصر (2014). السلطات تداهم وتغلق “مقهى الملحدين” في القاهرة (بالإنجليزية). تمت الزيارة في 21 مارس 2020.
http://www.madamasr.com/en/2014/12/14/news/u/authorities-raid-close-atheists-cafe-in-downtown-cairo/
[16] قناة النهار، تم البث للمرة الأولى في 13 مايو 2014.
[17] https://egyptianstreets.com/2018/05/19/egyptian-atheist-seeks-asylum-through-gofundme-campaign
[18] قناة القاهرة اليوم، 29 مايو 2013.
[19] شيلكه، صامولي (2012). أن تكون غير مؤمن في زمن الإحياء الإسلامي: مسارات الشك واليقين في مصر المعاصرة. المجلة الدولية لدراسات الشرق الأوسط. (كامبريدج: منشورات جامعة كامبريدج).
[20] بدوي، عبد الرحمن (1945). من تاريخ الإلحاد في الإسلام. (القاهرة: النهضة المصرية).
[21] أحمد، ميزرا طاهر (2005). حقيقة العقوبة المزعومة للردة في الإسلام. (لندن: الإسلام الدولي).
[22] مكيرنان، بيثان (2017). الحكم بالإعدام على رجل في السعودية بتهمة الإلحاد. الإندبندنت (بالإنجليزية).
http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/saudi-arabia-man-sentenced-death-atheism-ahmad-al-shamri-hafar-al-batin-appeal-denied-a7703161.html
[23] هيومن رايتس ووتش (2014). السعودية ـ قوانين الإرهاب الجديدة تتعدى على الحقوق. هيومن رايتس ووتش. تمت الزيارة في 22 مارس 2020.
https://www.hrw.org/ar/news/2014/03/20/253063
[24] العفو الدولية (2015). السعودية: كل جلدة لرائف بدوي تشكل تحديًا للقانون الدولي. العفو الدولية. تمت الزيارة في 18 أبريل 2020.
[25] الجزيرة. برنامج بصراحة. تقديم مهدي حسن. تم البث للمرة الأولى في 13 أبريل 2016.https://www.facebook.com/AJUpFront/videos/1520502238258441/
[26] ويتاكر، بريان (2014). عرب بلا إله. (بالإنجليزية). (لندن: أمازون).
[27] كوليسون، كارل (2018). الملحدون التونسيون يتحدون الأغلبية المسلمة في معركة داود وجالوت، ميل وجارديان. تمت الزيارة في 23 مارس 2020.https://mg.co.za/article/2018-06-13-00-tunisias-free-thinkers-take-on-muslim-majority-in-david-and-goliath-fight/
[28] البديل (2013). أنا الإنسان الذي…، تمت الزيارة في 22 مارس 2020.https://www.youtube.com/watch?v=rVPdVS-eImE
[29] انظر حملة “أطلقوا سراح كريم عامر” على الرابط: http://www.freekareem.org/about/
Read this post in: English