الدكتور عبدالله النعيم أستاذ قانون ومفكر إسلامي متمثل لروح العصر ومعارفه، وداعية نشط لحقوق الإنسان، وهو بصفاته تلك التي تكشف عن غنى الشخصية واتساع مجال الرؤية يقدم مشروعه الفكري لتحديث الشريعة الإسلامية، التي يرى في جوهرها أنها ذات طابع وضعي قابل لإعادة النظر فيها وصياغتها على نحو يزيل تناقضاتها مع قيم العصر ونظمه، ويجعلها تتواءم مع النظم الدستورية والقانون الجنائي والدولي الحديث، كما يجعلها تتبنى حقوق الإنسان التي أصبحت تحظى بإقرار عالمي.
وهو إذ يفعل ذلك، يقدم نقدا تفصيليا معمقا وجسورا لأوضاع الشريعة الراهنة، ويستحدث آليات مفاهيمية يعالج بها مصادر إشكالاتها مستهدفا تجاوزها. والهدف النهائي الذي يسعى إليه النعيم هو إضفاء الشرعية الدينية على القانون العام للدولة الحديثة. لكن مثل هذا المشروع الذي يهدف إلى إقامة دولة ذات شرعية دينية على أسس علمانية، يحمل في داخله تناقضات يبدو أنها غير قابلة للحل. ذلك أنه يلتقي في نهاية الأمر مع مشروع الإسلام السياسي في تأسيس الدولة على الدين، ويعود بنا إلى إشكاليات الدولة الدينية بأكمها
اضغط هنا لقراءة مقال: مأزق الشريعة وتحديات التحديث، عاطف أحمد 1996