لم يتغير النمط الرئيسي للسياسة العربية بما تفرزه من خطابات معبأة بثقافة تسليط وشمولية. ولكن النضال من أجل التحول الديمقراطي واستعادة كرامة الإنسان في العالم العربي اشتد في السنوات القليلة الأخيرة. إذ تنمو حركات إصلاحية في كل مكان وسط تحديات واقع استبدادي مرير وبالغ التشويه على المستويين السياسي والاجتماعي. ولا يمكن تصور أن يتم حسم الصراع السياسي بسرعة أو بصورة أحادية الاتجاه. والأرجح أن الانتصارات والانتكاسات والتقدم والتراجع على طريق إقرار الحقوق الأساسية للمواطنين في العالم العربي ستستمر لفترة، وبالتوازي مع هذا المنحى تشتعل صراعات الثقافة والأيديولوجيا في المحيط العربي ككل بل في كل المستويات الوطنية والمحلية.