في أواخر سبعينيات القرن الماضي، شهدت الدول العربية بزوغ منظمات حقوق الإنسان والنشاط الحقوقي. ويُعد استيعاب السياقات السياسية للحظات التأسيسية لحركات حقوق الإنسان في المنطقة أمرًا جوهريًا؛ لكشف أصولها المبكرة، وتطورها المؤسسي والسياسي، في إطار تجلياتها المحلية والإقليمية والدولية. وفي أواخر ثمانينيات وأوائل تسعينيات القرن الماضي، شرعت منظمات حقوق الإنسان في تعزيز استنادها إلى القانون الدولي لحقوق الإنسان كمرجعية، كما بدأت الاندماج ضمن النظام الدولي لحقوق الإنسان. وبمرور الوقت، تمكنت تلك المنظمات من تعميق قدراتها المهنية ووسعت نطاق عملها والأساليب التي تتبعها؛ الأمر الذي مهّد الطريق لنشأة أجيال جديدة ومتخصصة من منظمات حقوق الإنسان. إن الإرث الشامل لتلك المنظمات وحركات حقوق الإنسان بشكل عام خلال العقود الثلاثة الماضية يتسم بالثراء، حسبما يتجلى في المجالات القانونية والسياسية والثقافية والاجتماعية. مع ذلك، فإن تأثير هذا الإرث ليس متسلسلًا في اتجاه واحد وثابت؛ إذ يختلف تأثيره المجتمعي من بلد لآخر، وهو مرهون كذلك بالسياقات السياسية المتغيرة في المنطقة العربية، سواء قبل أو في أعقاب الانتفاضات العربية.
تتقدم رواق عربي، وهي دورية محكمة تُعنى بدراسات حقوق الإنسان، بدعوة لتقديم أوراق بحثية تستكشف الموضوعات ذات الصلة بـ «الديناميات المتطورة للنشاط الحقوقي وحركات حقوق الإنسان في المنطقة العربية وإرثها في سياقات سياسية متغيرة». وتدعو الدورية لتقديم ملخصات لأبحاث أصلية (باللغة العربية أو اللغة الإنجليزية) تستند إلى مقاربات متداخلة التخصصات في العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية والقانون. في هذا السياق، ينبغي تقديم خلاصة البحث بحد أقصى 150 كلمة، بالإضافة إلى السيرة الذاتية للمؤلف وقائمة المنشورات الأكاديمية، إلى العنوان الإلكتروني التالي: rowaq.editors@cihrs.org. بالإضافة إلى ذلك، فإننا نُشجّع الباحثين الجدد الذين لم يحظوا بعد بفرص النشر على أن يُقدموا النصوص الكاملة لأبحاثهم بدلًا من الخلاصات. لا يوجد موعد نهائي لتقديم الأبحاث أو الخلاصات، وسوف يتم التعامل مع الأوراق المقدمة (سواء الملخصات أو النصوص الكاملة) فور استلامها وحتى استكمال خطة نشر هذا العدد من الدورية. سيتم قبول أفضل الخلاصات وأكثرها صلة بالموضوع، كما سيحصل المؤلفون على فترة ملائمة لإنهاء النصوص الكاملة لأبحاثهم، والتي سيتم إرسالها إلى لجنة التحكيم. وسينال مؤلفو الأوراق المقبولة مكافأة مالية عند النشر. كما يُرجى مراعاة أن الأوراق البحثية التي لا تلتزم بقواعد الكتابة الخاصة برواق عربي -والتي يمكن الاطلاع عليها عبر هذا الرابط– لن تؤخذ في الاعتبار ولن يتم إرسالها إلى لجنة التحكيم للنظر فيها.
في هذا الإطار، تقترح رواق عربي الموضوعات الفرعية التالية لتكون مجالًا للبحث، كما تُرحب بالمقترحات الأخرى ذات الصلة بالدعوة كما هو موضح أعلاه. ويمكن أن تتضمن المقاربات المقدمة دراسات الحالة أو التحليلات المقارنة.
- كيف أثرت السياقات التاريخية والسياسية المختلفة على نشأة وتطور حركات حقوق الإنسان في البلدان العربية؟
- ما هي العوامل التي أثرت في التطور المؤسسي لحركات حقوق الإنسان العربية؟ وكيف طورت تلك الحركات الاستراتيجيات والتكتيكات للاستجابة للحظات الأزمات والقمع الداخلي؟
- كيف استجابت حركات حقوق الإنسان للأسئلة الحرجة والمعقدة التي تؤثر على مستقبل حقوق الإنسان والديمقراطية في البلدان العربية؟ وكيفية استجابتها للسياقات السياسية المتغيرة على الصعيدين المحلي والدولي؟
- كيف تفاعلت الديناميات الدولية والعابرة للحدود الوطنية للنشاط الحقوقي مع العمل المحلي لمنظمات حقوق الإنسان والمدافعين عن حقوق الإنسان في المنطقة العربية؟
- كيف تمكنت منظمات/حركات حقوق الإنسان العربية من إدارة العلاقة المتغيرة مع المجموعات «الدولية» والتحديات التي تفرضها بعض تلك المجموعات؟
- كيفية تأثير النشاط الحقوقي للتجمعات العربية في الشتات على توجيه الحركات الوطنية في المنطقة؟
- إلى أي مدى تأثرت حركات حقوق الإنسان في المنطقة بالقضية الفلسطينية منذ النكبة في 1948 وحتى اليوم؟
- كيف أدت العلاقة المتغيرة بين منظمات حقوق الإنسان والنخب السياسية بشكل عام إلى توسيع أو تثبيط النضال من أجل حقوق الإنسان في البلدان العربية؟
- إلى أي مدى نجحت حركات حقوق الإنسان في جعل تلك الحقوق ذات صلة بالمجتمعات العربية؟ وكيف أدت نضالات هذه الحركات لتوسيع أو انحسار قبول عالمية حقوق الإنسان في المجتمعات العربية؟
- ما مدى أهمية الدور الذي لعبته طبقية النخب العربية في إضعاف الدعم المجتمعي لحقوق الإنسان؟
- كيف استجابت حركات حقوق الإنسان إلى الظاهرة طويلة الأمد المتمثلة في التذرع بالنقاشات المتعلقة بحقوق الإنسان، والمعايير المزدوجة، وتسييس حقوق الإنسان بوساطة الجهات الفاعلة الدولية والمحلية، لاسيما في أوقات الأزمات السياسية والاستقطاب المجتمعي والنزاع المسلح؟
- كيف أثر الاتجاه المتزايد للمنظمات غير الحكومية التابعة للحكومات (GONGOs) على نتائج عمل ومهمة المنظمات غير الحكومية المستقلة والمدافعين عن حقوق الإنسان؟
- ما هي دلالة الجهود المبذولة بواسطة ما يبدو أنه عدد متزايد من الدول السلطوية في المنطقة العربية وغيرها من المناطق إلى نبذ حقوق الإنسان ونزع الشرعية عنها باعتبارها منتج «نيوكولونيالي»؟ ما مدى قوة هذا الاتجاه وما الذي يمكن فعله لمواجهته؟
Read this post in: English