الإشارة المرجعية: سعيد، محمد السيد (2008) الافتتاحية: المستقبل المباشر لحركات الجهاد: إزدهار أم إنحسار؟!. رواق عربي، 12 (3)، 5-18.
حمل هذا المقال كبي دي إفرغم بعض العلامات المضادة، يبدو لي الاتجاه العام واضحاً للغاية: الإرهاب باسم الإسلام يتراجع بصورة مؤكدة سياسياً وعسكرياً، فيما تبدو التربة الثقافية أقل وضوحاً. ولهذا لا يمكن استنتاج أن الإرهاب باسم الإسلام انتهى للأبد. فعلى المدى الوسيط والطويل لا يزال من الممكن أن تنبعث حركات جهادية أو إرهابية معادية للغرب وربما للعام، وقد تكون أشد شراسة من حركات السلفية الجهادية وغيرها، التي روعت العالم الإسلامي أساسًا ثم العالم الغربي بعد ذلك خلال السنوات الأخيرة من الألفية الثانية والسنوات الأولى من الألفية الحالية.
ونسعى هنا لأن نلفت النظر إلى الآلام والشكاوى التي يشعر بها العالم العربي والإسلامي، والتي دفعت جزءًا من شبابه لطريق الإرهاب وقد تدفعه لاحقاً لهذا الطريق. ونناقش هنا بالطبع طبيعة هذه الأسباب أو الدوافع وطيفية التعامل معها من جانب المجتمعات العربية والإسلامية ومن جانب النظام الدولي أيضا.