الإشارة المرجعية: سعيد، محمد السيد (1998). الافتتاحية: فلسفة التعليم. رواق عربي، 3 (2)، 5-7.
حمل هذا المقال كبي دي إفإذا كان التعليم هو إعادة تكوين للثقافة، فعلينا أن نتأمل طبيعة الثقافة التي أنشأها التعليم. ويبدو ذلك أمرًا سهلاً من حيث المضمون. إذ إننا نستطيع أن نزعم لأنفسنا على الأقل أن لدينا ما نعلمه وهو القانون الدولي لحقوق الإنسان. غير أننا لا نستطيع أن نعلم القانون كوحي ديني لا تاريخي أو كدوجما. ذلك أن المشكلة تتمثل تحديدا في كيفية فتح القنوات بين التاريخي واللا تاريخي، أي بين الواقع الحي والنص القانوني.
ومن ناحية أخرى، فإن تعليم حقوق الإنسان لا يستقيم مع نفسه، من هذا المنظور، إلا إذا عترف منذ البداية بأنه نظام مفتوح، أي نظام لا يتحقق في الواقع، بما في ذلك الواقع التعليمي. إلا إذا صار المتعلمون جزءًا منه، والشرط الذي يضمن تفعيله. إننا هنا لا نحشر نصوصًا في الدروس، لأن هذه الدروس ليست موضوعاً للنص وإنما خاصته، وهو الأمر الذي يجعلها صاحبة النص ومنشئته، وكأن علينا أن نعيد خلق النص كما نتمثله وكما نهضمه وكما نرغب أن نراه في واقع بعينه.